كتابات وآراء


الجمعة - 30 سبتمبر 2022 - الساعة 10:47 م

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب



من الملفات التي ينبغي ان تكون على طاولة مجلس الرئاسة، بعد عودته من الرياض ، تصحيح الإختلالات في المؤسسة العسكرية والأمنية ، لعدد من المناطق الواقعة تحت سلطاته وتحديداً تعز وحضرموت المنطقة الأولى ، إستعداداً لإحتمالات رفض الح وثي تجديد الهدنة والدخول في مواجهات مسلحة.

نقطة ضعف الجيش والأمن أنهما لم يرتقيا إلى مستوى مسماهما ،وأنهما ينحدران بصورة متسارعة من وضعهما الوطني المؤسسي المفترض، إلى التشكيلات العصابية الحزبية مادون مستوى الوطن.

السيد رئيس مجلس القيادة
ماشهدته تعز اليوم من حرب ترويع للمواطنيين وبسلاح الدولة ، تستوجب تصويب هذا العطب في المكون القيادي للمحور والأمن، رأسياً بإقالة القيادات ومحاسبتهم، وأفقياً بتصحيح كل البناء ، لكيان عسكري يفتقد بإضطراد روابطه مع الدولة ، ينفرط عقد صلته بمهامه الدستورية، ويتماهى مع الحزب العقائدي الحاكم .

السيد رئيس مجلس القيادة
التعاطي باللامبالاة مع مايحدث في تعز يضاعف معاناة المواطن ، ويسحب من رصيد الولاء للدولة لصالح المليشيا، بشقيها المسيطران على تعز، وهو خطر يتعدى السياسي إلى الميدان العسكري، ويرمي بضلاله على ممكنات خلق حالة من التوازن، في أي مفاوضات ُحل مقبلة.

وظيفة الجيش السيد رئيس مجلس القيادة، هو حماية الأرض والدفاع عن السيادة ، ورضوخه لتوجهات وقرارات المستوى السياسي ، وهو مالا يحدث في تعز ، حيث السلاح الرسمي المنفلت أداة قمع وترهيب للمواطن ،لا تحرير وإستعادة الأرض من يد المليشيات السلالية ،التي تراهن على التمدد وفرض شروطها، من موقع ضعف قوة حواضن الطرف الآخر بفعل القتل اليومي والاعدام خارج القضاء والنهب والقمع الممنهج.

السيد الرئيس :
قوتان تأتمران بسلطة الظل الموازي من خارج وزارة الدفاع والرئاسة، المنطقة الأولى ومحور تعز وجهازهما الأمنيان ، ما يوجب تقويم هيكلهما القيادي ، وإعادة ضبط مسارهما لجهة الإنتصار لقضايا الناس وحماية أمنهم، لا إرهابهم وقمعهم ودفعهم قسراً، للمفاضلة بين طرفي الصراع ، لصالح طرف يتسم بمذهبية بغيضة متخلفة، وهذا مايجب أن لا يحدث عبر إتخاذكم لقرارات تتسم المسؤولية الإخلاقية الإنسانية الوطنية.

أي إرجاء في فتح ملف قيادات تعز العسكرية والمدنية، وتصويب وجهة البندقية خارج إقلاق الامن والسكينة العامة ، ومعالجة شلل واجبات الوظيفة المدنية المعطلة ، يدفع الناس إلى الإنفضاض من حول الدولة، وتتوزعهم أما الإنحيازات الخاطئة ، أو تلتهمهم تحت وقع الإحباط وبطء المعالجات ، المنطقة الرمادية، وهو مايمكن منع حدوثه بقرارات إقالة وإحلال مبادرة جريئة وشجاعة .

السيد الرئيس قيادات تعز هم الخاصرة الرخوة في مشروع إستعادة الدولة، بما تمثله المحافظة من ثقل سكاني سياسي، ولا خلاص أو تصحيح لموازين القوى، من غير إستعادة ثقلها وحضورها في مسرح التاثير على مسار الاحداث.