كتابات وآراء


الخميس - 29 سبتمبر 2022 - الساعة 12:09 ص

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب



التغييرات التي حدثت في أعلى هرم حكم السعودية ، لن تُحدث أي تحول جوهري أو طفرة في الموقف من حرب اليمن ، فالتعيينات تدوير في ذات البيت الواحد وبالتالي لا تغيير في السياسات.

الجديد في حراك هذا الأسبوع هو زيارة محمد بن زايد لمسقط ، وإجراء محادثات سيكون الملف اليمني في رأس جدول الإجتماعات، بعد أن تحولت عُمان إلى منصة مقابلة ، لها حساباتها ومصالحها وقراءتها المختلفة.

الزيارة لاشك أنها ستبحث عن مقاربات تحفظ مصالح جميع القوى الفاعلة في ملف الصراع ، وتقدم تطمينات لعُمان أنها لن تُمس في حال التوافق على إطار حل ، ينهي الحرب ويؤسس لمسار سياسي وتقاسم للسلطة والنفوذ.

عُمان لم تعد محايدة -هذا إن إفترضنا أنها كانت في ذات يوم تتسم بالحياد- ، هي تمول الإخوان والحوثي معاً ،تفتح قنوات التواصل بينهما لتنسيق السياسات وضبط مسارح العمليات الحربية ،لديها منصة مخابراتية وقاعة وقنوات مشتركة بين الطرفين ،وأجهزة إعلام وقنوات ، وشقق سياسية مفروشة وأقلام للإيجار ، تصنع عُمان قواعد نفوذ لها في الداخل اليمني، تلمع وتدفع ببعض الرموز إلى الواجهة ليكونوا لسان حال مصالحها، وقوة ضغط عسكرية موازية شأن كل التدخلات .

المهرة المحاذية مخبر قياس لمدى نفوذها ،هي تتوغل في تفاصيل الصراع هناك ، تفتح ممراتها المائية لتدفق السلاح، وتصنع كيانات ميليشاوية تعدها لمواجهة تطورات ، يمكن أن تعيد صياغة الخارطة الجيوسياسية، وتطرح مسقط في أولويات توجهها فكرة إستعادة دولة الجنوب ضمن دائرة الممنوعات والخطوط المحرمة.

زيارة محمد بن زايد تأتي في مثل هكذا سياقات، تستوعب تحفظات ديوان السلطنة، وتقدم حزمة ضمانات أن لا حل ، دون أن تدخل عُمان كطرف في حصة وازنة ،من إقتسام جسم اليمن المنهك بالصراع والأطماع وحروب الإنابة.

للسلطنة مخاوفها التاريخية الموروثة من زمن الدولة الجنوبية ، وتعتبر الشريط المتداخل معها من واقع تجربة معارك ظفار، مصدر أمن وطني لها ،وبالتالي هي تفاوض لإقتطاع أو تحييد أو بناء كيان موالٍ مستقل ، عبر صناعة الكيانات السياسية العسكرية ، وتعطيل كل محاولة لإتصال الجغرافيا الجنوبية ببعضها ، وإنجاز فكرة إستعادة الدولة في النصف الجنوبي من الخارطة.

بهذا المقياس فإن عُمان خطر لجهتي التسوية ، جنوباً بإيواء الشخصيات السياسية المعادية لخيار الدولة الجنوبية، وتمكينها بالمال والإعلام وتدفقات السلاح وخلق الجيوب الموالية، وشمالاً بالتدخل في ضبط أحجام واوزان وسقوف التسوية.

السؤال الذي يرافق زيارة بن زايد :

هل مثل هكذا تفاهمات محتملة مع مسقط، سيعطل او يربك أو يؤخر أو حتى يسقط فكرة إستكمال تمدد قوات الإنتقالي ، في ما تبقى من الجنوب في حضرموت والمهرة ،وهو الذي وجد سابقاً مباركة من إجتماع مجلس وزراء دول التعاون الخليجي؟

الإجابة رهن قرار وحراك الداخل ونتائج التوافقات السرية.