كتابات وآراء


الثلاثاء - 06 سبتمبر 2022 - الساعة 11:16 م

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب



٢١ شهيداً سقطوا اليوم برصاص الإرهاب في نقطة أمنية في مديرية أحور محافظة أبين.

وقدسبق وأن حذرنا عقب نصرشبوة وأبين ، أن الإرهاب لم يضرب بعد، وحتى مع هذه الحصيلة الموجعة ، فإن قادم المواجهة أكثر إحتداماً ودموية.

الإنتشار يعني المزيد من الكمائن، مالم يرافق ذلك عملاً أمنياً بل ويستبقه ، وهذا ما أثبتته عملية اليوم.

قلنا عند إنطلاق عملية سهام الشرق ونجاحها في بسط سيطرتها، أن معركة الأمن تبدأ الآن، وفي حال لم يعمل الأمن بكل طاقاته وبإحترافية عالية ، فإننا سنكون وجهاً لوجه أمام إرهاب أشد ضراوة وأكبر كلفة.

قائمة الشهداء ومناطق سكنهم، تثبت أن الارهاب بات خصماً للجميع ،وأن لا تهاون مع من يسوق له مبرراً أو مشككاً بجدوى إجتثاثه ،أو متداخلاً معه في السياسة والدعم المادي والخدمات اللوجستية.

من يدعو للإرهاب كما شهدناه في خطابات بعض الوزراء السابقين عقب أحداث شبوة ، يضعهم خارج الصف الوطني، وخارج الإنتماء للإنسانية ناهيك عن تلك المناطق التي ينتمون إليها ويتحدثون بإسمها، هؤلاء يجب محاسبتهم بالقانون وجلبهم إلى ساحة القضاء.

نحن أمام صيف دامٍ وأمام مواجهة يجب أن يكون فيها الأمن مخترقاً الإرهاب مستبقاً إياه بكم خطوة ، مالم سنجد سيارته المفخخة تحصد الأرواح المسالمة في شوارع عدن، وفرق الإغتيالات تكمن لتصفية لممثلي الحكم ونشطاء السياسة والثقافة على حد سواء.

النصر ليس تمدداً بالجغرافيا وحسب كما حدث في شبوة وأبين، بل بالسيطرة وتنظيف وتأمين تلك الجغرافيا ، وفي حال العجز ستتحول تلك الأرض إلى ساحة إستنزاف ونزف، ومواجهة مفتوحة على حصد مئات الضحايا.

خصمك ليس غبياً
خصمك لن يرمي البندقية
خصمك لن يرفع الراية البيضاء.
خصمك لن يمنحك نصراً مجانياً بلا ثمن.

لهذا الخصم أحزاب ومليشيات على الأرض، وفرق موت تحت الأرض ، له أدوات وأذرع ،مخالب وأنياب لم يكشر عنه بعد.

عليك أن تكون في مستوى التحدي ،ترفع الجاهزية الأمنية وتكسب الرهان.
مرة ثانية :
المعركة لم تبدأ بعد.

----------------------

الإرهاب لايضرب مناطق سيطرة الح وثي، الإرهاب لايضرب الإصلاح ، هذا أرهاب موجه، هذا إرهاب مغطى سياسياً ومتفق عليه.

----------------------

حين تدعو للقتل وربما تموله ، في بث مباشر معالي الوزير السابق، أنت خرجت من توصيف الخصومة السياسية المشروعة، إلى مربع الإرهاب.

وعليه يجب تحرير مذكرة ضبط وإحضار من جهات القانون ، إلى البلد الذي أنت فيه.

هذا دمٌ وليست نقطة نظام.

-----------------------------

العميد هدار الشوحطي قائد اللواء الرابع دعم وإسناد، يسقط شهيداً في يافع برصاص قناص في ذات يوم إستشاهد أبطال أبين ال٢١.

ما نشهده وسنشهده خلال الفترة القادمة ، حرب إستنزاف طويل النفس ، أما بالقتل الجماعي وأما بالقنص والكمائن وإستهداف أهم رموز المؤسسة السياسية العسكرية الأمنية الجنوبية.

لا يهم من يقدم على ذلك إصلاح ح وثي قاعدة أو كلهم معاً ، فالهدف الموحد للإرهاب يوصل إلى ذات النتيجة المرجوة :

شطب معادل قوة من ساحة الصراع.

-----------------------

لا يا رجل من قال لك أن الإرهاب في اليمن ليس له دين.

الإرهاب هنا له دين وحزب سياسي ديني وعناوين متفرعة ثلاثة:

الإصلاح الحوثي وإبن هجين من ذريتهما ، تحت الطلب إسمه القاعدة ،وثلاثتهم يتغذون من ذات صحن الكراهية، يغتالون المغاير وينامون على سرير واحد.

ولأنه تكفيري في العمق مهما تزين بلغو خطاب التمدن ، لم يُسقِط حتى الآن عن كاهله وزر فتوى حرب ٩٤ ، المعنونة بالتترس والتي تكفر أبناء الجنوب قاطبة وتجيز قتلهم ككفار.

الفتوى مازالت مفاعيلها قائمة حتى اليوم، ومازلنا نقتل بإسمها.

بالمناسبة نعرف أن الفتوى لا تسقط بالتقادم ، ولكن مالا تعرفه جهة إصدار الفتوى أن دمنا هو الآخر لا يسقط بالتقادم.

--------------------------

الحديث عن ترابط العمقين الشمال والجنوب، ليس حديثاً ينتمي للرومانسية السياسية ، بل حاجة موضوعية لكلا الطرفين.

أثبتت عمليات الغدر الإرهابية اليوم وفي ما مضي ،ان القاعدة تبني تواجدها من خلال المدد البشري والمسلح والتمويل والتخابر والتخادم ، الذي يأتيها من البيضاء ، وأن عدن تخترقها السيارات المفخمة من معسكرات إرهاب تعز ، وأن الحد يشهد إختراقات وقنص من الثكنات المقابلة ، بالحدود المشتركة مع البيضاء، وأن إستهداف جنود شبوة يأتي عبر مأرب والبيضاء.

من غير نسج التحالفات وتنسيق المواقف مع الفعاليات السياسية المجتمعية الشعبية في تلك المحافظات ، ستبقى المواجهة عاجزة عن الحسم ، مكشوفة الظهر ، وأن بسط السيطرة على الأرض في حرب الكمائن والكر والفر وحروب العصابات ،تصبح مغامرة غير منتجة ، ورغبة في إجتثاث الإرهاب تغلبها العاطفة واللغة الشعاراتية لا المقاربة الواقعية.

لن يكون الجنوب جزيرة معزولة عن الشمال ، حتى وإن رغب البعض في ذلك ، من غير بناء حواضن في الشمال ونسج تحالفات ، ستبقى كل مناطق الجنوب المحررة في وجه مدفع الإرهاب ، وإستقرارها على برميل بارود وفوهة بركان.

المطلوب :
الكثير من الواقعية السياسية والقليل من شطط الجهوية.
أمن الجنوب يبدأ شمالاً.


خالد سلمان