كتابات وآراء


الأحد - 28 أغسطس 2022 - الساعة 10:51 م

كُتب بواسطة : خالد شفيق أمان - ارشيف الكاتب



من الواضح أن الأمور لا تسير على نحو يمهد لحوار وطني جنوبي بشكل جيد، فالاصطفاف الوطني يتطلب بالضرورة ان تكون هناك بوادر وخطوات عملية من شأنها إزاحة كافة العوائق التي تقف في طريقه، وكدا ضرورة إبداء حسن النية للطرف الآخر وهذه بحد ذاتها تحتاج لمصداقية تتجلى في عمل ملموس على الواقع.

منذ إنعقاد دورة الجمعية الوطنية للإنتقالي و نحن نسمع في كل وسائل إعلامه بل وفي تصريحات قياداته عن إعادة الهيكلة وإصلاح الإعوجاج و مصطلحات أخرى تصب في ذات الإتجاه، ولكن كما يقال في المثل سمعنا "ضجيج ولم نرى طحين" وكان الأجدر ان تتسارع الخطوات في تنفيذ مضمون هذه التصريحات لأنها تؤسس وتمهد لأي حوار وطني جنوبي بين جميع الفرقاء كونها خطوات مشجعة وفي نفس الوقت ستساعد فريقي الحوار الذي تم تشكيلهما مؤخراً على المضي في إقناع الطرف الآخر وإثبات ان العمل داخل الإنتقالي يسير وفق مبادئ التصالح والتسامح وان اي مشروع لتعزيز هذا المبدأ و الاصطفاف الوطني إنما يتم العمل به من قبل قياداته بكل وطنية وتجرد من اي مسائل أخرى أصبحت من ممارسات الماضي.

لذلك إذا أردنا النجاح لأي حوار وطني لابد أولا من الشروع في توفير عوامل النجاح وعدم التسرع في إتخاذ إجراءات وقرارات غير مدروسة او انها لمجرد الإيحاء بأن القائمين عليها عملوا ما يلزم بهذا الشأن فإن هذا سينعكس سلباً على اي حوارات قادمة، والمقصود على اي فكرة لإقامة مؤتمر وطني شامل لكل الجنوبيين وهو بالمناسبة ما كان ينبغي أن يتم في هذه المرحلة وذلك من خلال تشكيل لجنة تحضيرية عليا تنبثق منها لجان فرعية عاملة ولجنة للإتصال والتواصل مع كافة الشخصيات و القيادات في الداخل والخارج.