كتابات وآراء


الخميس - 12 أكتوبر 2023 - الساعة 10:35 م

كُتب بواسطة : أحمد المريسي - ارشيف الكاتب



مشغول أنا هذه الأيام في إدارة عملي الجديد وعندي طموحات وأفكارا كثيرة لازالت تتبلور من أجل العمل بها وتطوير وتأهيل وتصويب وتصحيح ما هو متاح وممكن فيها وهناك ايضاً المتابعات الأخرى فيما يتعلق بموضوع قضايا و كشوفات وحوافط النازحين نظراً لكثرة عددهم في الوزارة التي اعمل فيها حالياً وهناك من لديه منهم شكوى ومعاناة وتدمر وظروف مختلفة يتم تقديمها لنا راجين منا معالجتها وايجاد الحلول لها ونحن بدورنا علينا الإستماع إليهم ومعالجة ماهو متاح وممكن من قبلنا وعرض الأمور الأخرى للجهات المختصة والمسؤولة علينا في الوزارات المعنية.


واثناء متابعتي في الوزارات المعنية لموضوع النازحين وقضاياهم المختلفة بحكم طبيعة عملي كمديراً عاماً للمواردالبشرية التقيت بصديق عزيز مسؤول في احدى الوزارات وهو من المخضرمين في المجال الإداري والمالي ومن المشهود لهم بالخبرة والكفاءة والنزاهةوسلمنا على بعضنا البعض لأننا لا نلتقي كثيراً بحكم عمل كل واحداً منا وكل منا مشغول بعمله ومشاغل الحياة الأخرى التي لا يخلو منها إنسان ولا عمل ولا بيت وفقط يتم تواصلنا عبر الإتصال او قنوات التواصل الإجتماعي الأخرى بمجموعات الواتس آب المهم تحدثنا في امور شخصية وعملية وامور واحوال الدنيا واثناء الحديث جرنا وشدنا النقاش إلى ما تمر به البلاد عامة وعدن خاصة من مشاكل وهموم وقضايا سياسية واقتصادية وعملية ومهنية واجتماعية وعسكرية وامنية المهم ونحن ندردش وكان كل ذلك في عجالة سريعة نظراً لظروف عملي وعمله ولكون اللقاء كان في مكتبة والوقت كان متأخر في وقت الظهيرة والمجال لايتسع لطول الدردشة والنقاش.

وقبل أن استأذنه في مغادرتي مكتبه قال اخي الأستاذ احمد انا اتابع واقرأ كل ما تكتبه انت بالذات واعلم أنك تريد ان تعمل وتصحح في كثير من الأمور والقضايا الإدارية والقانونية بحسب النظم واللوائح المعمول بها ولكن احب ان اقول لك كأخ وصديق عزيز اعرفه تمام المعرفة اقول لك لا تتعب نفسك نحن في ظروف استثنائية ولا زلنا نعيش ظروف الحرب العبثية واقول لك بأن كل شيئاً معطل ولا ترهق نفسك ولا تصتطدم مع الأخرين لأنك متمسك بالنظم والقوانين واللوائح والتي لا يحبها الأخرون ولا يرغبون بالعمل بها في وقتنا الحاضر وسيكيدون لك كيداً ولا تكرر ما حصل لك وانت مديراً عام لمؤسسة المسالخ والذي يعلم الكل ممن يعرفونك ويتابعون موضوعك بأنك بنيتها ونهضتها واسستها من الصفر بعد ان انهارت ونهبت وسرقت كل محتوايتها واصولها وعبث بايراداتها وكانت عاجزة حتى عن دفع رواتب الموظفين وعدتها بظرف ووقت قصير إلى افضل مما كانت عليه هذا العمل ادهش الكثيرين في السلطة المحلية في محافظة عدن وكنت محل انظار وإهتمام الكثير من القيادات والشخصيات المسؤولة التي كانت تتابع وتراقب عملك وأداءك على مستوى مجلس الوزراء وبعد ان كانت مؤسسة المسالخ مؤسسة فاشلة الكل يتحدث عنها وعن سوء الحال والإدارة التي كانت احد اهم عوامل فشلها وعجزها والتي لا زالت حتى الأن هي من يجثم على انفاس هذه المؤسسة.

ولكن ماذا كان رد هذه الجهات المعنية وخاصة السلطة المحلية في محافظة عدن والتي تعاملت معك بمنطق المحسوبية والشللية والمناطقية وربما ايضاً السياسية ولم تهتم بما قدمته من مهنية تجسدت في إنتشال وضع المؤسسة مؤسسة المسالخ إلى حيث يليق بها كمؤسسة خدماتية وإيرادية.

وبدلاً من ان تكرمك وتقف إلى جانبك وتدعمك عملت معك العكس وقابلت كل ما عملته بالجحود والنكران والسبب انك تريد ان تعمل وتنهض بالمؤسسة ٱلى حيث يليق بها وان تعيد العمل بحسب النظم والقوانين واللوائح وهذا ماهو غير مرغوب به في الوقت الحاضر كما اسلفت وقلت لك ولا اريدك ان تكرر هذا في عملك الحالي وكنت انا صامت استمع ومنصت لكل ما يقوله صديقي وشعرت وهو يحدثني بحرصه على مصلحتي واهتمامه وخوفه علي من المنافقين والدجالين والمداهنين والحاقدين والحاسدين وقبل ان اهم بالمغادرة قال لي كلمة أخيرة وعلى الماشي وهو يبتسم قال لي أخي احمد مشي حالك نحن نريد ولا نستطيع في الوقت الحاضر ان نعمل كل ما نريد وخليك حليم والحليم تكفيه الإشارة.