كتابات وآراء


الخميس - 24 أغسطس 2023 - الساعة 09:27 م

كُتب بواسطة : أحمد المريسي - ارشيف الكاتب




العم عثمان الرجل الطيب العدني من اصول صومالية كان عنده مقهاية متواضعة موقعها في الشيخ عثمان أمام مسجد النور (مسجد الشيخ عبدالله حاتم) مر بذاكرتي اليوم هكذا فجأة وتذكرت ذلك الرجل الأسمر الطيب الكريم في طباعة ومعاملته.

عندما كنا ننوي نحن شباب الشيخ عثمان في ذلك الزمن الجميل الذي افتقدناه والذي لن يتكرر ابداً أن نتعشاء فاصوليا مقلوبة بطريقة لا يجيد طهيها سواه ولها نكهتها الخاصة به والتي تتميز بها دون المقاهي الأخرى وكان يقدمها لنا مع السبلة والبارورة والبسباس الأحمر المميز مع الثومة والروتي الطوال من عنده الممسوح بزيت الصليط الجلل الذي كان يعطي للروتي نكهة ولمعة مغرية تزيدك شوق ورغبة وتفتح لك الشهية.

تذكرت ذلك الرجل الطيب الله يرحمه ويحسن إليه وكيف كان يستقبلنا ويرحب بنا والإبتسامة لا تفارق محياه حتى ونحن طفارى ماعندنا قيمة وجبة العشاء التي نتناولها عنده في بعض الأحيان، كنا نستحي منه ونعتذر له ولكنه كان دائماً يرددها مالكم ياعيال بلا هباله لا تستحوا هذه المقهاية حقكم تجو وتأكلوا في أي وقت ولا تحملو أي هم ، كان غني نفس كريم الطباع خلوق نادر ان تجد في ايامنا هذه شبيهه أو مثله ، هكذا كانت عدن وابناءها كبار وصغار عشرة طيبة هنيئة وحب ومرؤة ومعروف وجميل الطباع وسخاء وقلوب طيبة تجمع كل الناس في مدينة عدن وكل تلك المظاهر والعادات الطيبة لازالت يتميز بها ابناء عدن برغم كل الظروف القاهرة المحيطة بها من كل الإتجاهات هذه الأيام.