الثلاثاء - 23 مايو 2023 - الساعة 10:31 م
- كل شيء يحتضر في البلاد، ووحدهم من يحتفلون بالوحدة، وأيضا من يستنكرون ويصرحون بدفنها، ارصدة حساباتهم وكروشهم تعيش بعزة وكرامة.
- عيد الوحدة رقم 33 اتى هذا العام تعيسا جنوبا وشمالا، يتسكع على أرصفة الحرب، ويجر ظله في هوامش عقارب ساعته على أمل ألا تعود إلى الوراء.
- خرج الرئيس (العليمي)، يجاهر بصحوة ضمير متأخرة 33 عاما، ويعترف أنهم حرفوا مسار الوحدة، وقد سبقه الوزير (الأرياني) بتعميم ينهى عن ذكر الوحدة اليمنية، ونظن أن إخواننا دحابشة الشرعية ، وصلوا لقناعة أن عودتهم إلى صنعاء مستحيلة.
- نعتقد أن يمن (علي) الكبير (بح)، ولم يعد موجود غير في الكتب المدرسية، وأخبار النشرة، وتهنئة ابنه، ومنشورات توكل كرمان، وخيال الزميل فتحي بن لزرق، وأخرين مستفيدين وربما مؤمنين، كما لن يشفع للوحدة يوم الأجازة أو علم على زجاج ناطحة سحاب بشوارع الدوحة أو برج في أبو ظبي.
- إذا كان لا عهد للذين يبتسمون للجنوب نهارا ويطعنون ظهره في الظلام، كانوا دولة أو أشخاص، فأننا نحترم الذين مازال صدقهم يؤمن بالوحدة في الجنوب وشمال.
- بين الجنوب والشمال، ضاعت البلاد، واستباحها تجار الحرب، واغرقوها بمستنقعات الفساد، وبين أبواق الوحدة وشعارات الانفصال، تعيش قرية عدن بلا وطن ، بلا كهرباء ، بلا ماء ، بلا تعليم ، بلا صحة، بلا أخلاق ، بلا أحلام و بلا حياة ، وبين السياسة والنضال، أصبحنا ضحية الانتهازيين، ودكاكين الصرافة، وعربدة الدولار وجحيم الاسعار، ونصرخ " الضرب في الميت حرام " ، فتسمعنا منظمات العالم وتندد بتجويعنا ومعاناتنا، بينما مسؤولين هذه البلاد يبيعونا في المزاد ويزيدونا عذاب ، وحياتنا ومماتنا لا يعنيهم.
- ليس الوحدة فقط من انحرفت، فقد انحرفت ثوابتنا ومواقفنا كذلك، وليس الشمال كله مسؤول عن عقابنا، فقد أصبح الجنوب بيد أصحاب القضية، ونحن الضحية !.
- ليس شماتة، ولكن خيبة وحسرة، ونحلم أن تعود البراميل حتى في زنبيل، وكل ما نريده أن يفصلوا أحلامنا على مقاس عقولنا، و لا يجعلونا شعب عرطة !.
* ياسر محمد الأعسم/عدن