كتابات وآراء


السبت - 20 مايو 2023 - الساعة 01:32 ص

كُتب بواسطة : محمد جميح - ارشيف الكاتب



كلام الحوثيين عن الوحدة اليمنية مثل شعارهم "الموت لأمريكا..."، كلها شعارات تناقضها الممارسات..

لم تخدم جماعة مشروع تقسيم اليمن ولم تضر جماعة بالوحدة مثلما فعل الحوثي، ولم تقدِّم جماعة من الجماعات اليمن على طبق من ذهب وتتسبب بفتح البلاد للتدخل الدولي أكثر من الحوثي، ولكي يغطي على تلك الجرائم رفع الشعارات للتغطية على حقيقة الممارسات.

بناء الحوثي الأيديولوجي يجعله يرى الآخر عدواً يجب تقسيمه، واليمنيون هم الآخر الذين يعرف الحوثي أنه لن يحكمهم إلا إذا أضعفهم بالتقسيم.

ومن جهة أخرى، فإن السياسات الدولية تقوم على دعم الأقليات الطائفية ليس لأجلها ولكن لأهداف ضرب الأغلبية بالأقلية لاستمرار إضعاف دولنا العربية، وتلك الأقليات تعرف ذلك، وتعلم أنها مهما صرخت فإنها تخدم مشروع سياسات التقسيم والاستنزاف لمقدراتنا وهذا هو سبب الرضى الدولي عن تلك الجماعات.

وبناء عليه فإن شعارات الحوثي عن الوحدة اليمنية هي الصورة الداخلية لشعاراته الخارجية عن الموت لأمريكا وإسرائيل، كلها كلام دعائي لا يعكس حقيقة الأهداف التي لأجلها تم تصنيع تلك المليشيات.

بديهيات

هناك من يرى أن التحالف مع الحوثي سيساعد في الحفاظ على الوحدة ودحر الانفصال،ناسياً أن الحوثي لا يمكنه توحيد الشمال، ناهيك عن توحيده مع الجنوب، وهناك من يرى أن التحالف مع الانتقالي سيساعد في الحفاظ على الجمهورية ودحر الإمامة، ناسياً أن الانتقالي لا يهمه -أصلاً - أن تعود الجمهورية إلى صنعاء.

آخر هم الحوثي هو الوحدة مع الجنوب، وآخر هم الانتقالي هو الجمهورية في الشمال، والساسة الذين يشتغلون على مشاريع التحالفات المذكورة ينسون تلك البديهيات التي يفهمها أبسط الناس.

والحقيقة أن وجود الانتقالي في عدن مهم لإعطاء الحوثي فرصة إظهار نفسه مدافعاً عن الوحدة، كما أن وجود الحوثي في صنعاء مهم لإعطاء الانتقالي فرصة القول إن الوحدة مستحيلة مع انقلاب الحوثي، وبما أن الطرفين ينظران من تلك الزاوية فلا يمكن تصور مساعدة الأول في استعادة الجمهورية في الشمال، ولا مساعدة الثاني في الحفاظ على الوحدة مع الجنوب.