كتابات وآراء


الجمعة - 19 مايو 2023 - الساعة 01:49 ص

كُتب بواسطة : ياسر محمد الأعسم - ارشيف الكاتب



- وجدته على عتبة محكمة، وقفنا في وجه بعضنا، وأستانفنا جدلنا، فهو يعتقد أن الصحافة إذا لم تقوم بدور الجلاد تفقد سلطتها، وقد تصبح الحقيقة ضحية.

- كان يحتضن ملفا كعادته، قلت له : مازلت تخوض معاركك دفعة واحدة، فلا بأس أن تكتب سطرا وتترك آخر، ويمكنك أن تقف في نهاية نقطة، وتلتقط أنفاسك ماستطعت، فقد تحتاج حروفك في مواجهتك القادمة.

- رفع نظره بابتسامة، ولم يبدوا أن استفزازنا يعنيه، وقال : كل شيء يبرد إذا تركته، بدءا من فنجان القهوة على الشرفة إلى رصاصة البندقية، وأعلم أن الكلمات عندما تستريح تحتضر وتموت ! .

فاياك أن تقلم قلمك، وكن سلطة إرادتك، وحرا بتلقيم كلماتك، واحرص أن تغسل فتيل حروفك بحبرك ، فسطور الحقيقة تنفجر بالحرارة.

وتابع دون أن يتوقف : بعضنا يعتقد الحقيقة نسبية، وقد يحسبها وجهة نظر، والرأي العام تشده الجريمة أكثر من الحقيقة، كمن يهتم بالموت قبل الحياة !.

فوضوي كما عرفته، ولكنه لا يتلون، ونحترمه وتعجبنا صراحته.

- قلت له : الأمر ليس بهذه الدرامة، ومن الانصاف أن تستقر عند بداية السطور، ولا تجعل كلمتك الأولى تقرر النهاية، واحتفظ بالأخيرة، فقد تحترق الحقيقة على جبهتك الملتهبة، ويجدك الرأي العام متهما، وعندها ستحتاج شق بأب كمنفذ !.

- رد بلا تردد : الجبناء والجنود الصغار ينتظرون العودة، والقائد الشجاع ينتظر مصرعه في كل لحظة، ولا يحتاج للاحتفاظ بالرصاصة الأخيرة.

- قلت ، في محاولة تفريغ الطاقة السلبية : ليس في اللغة نقطة ضعف، ولا توجد كلمات كبيرة وأخرى صغيرة ، ولكنها قد تشبه صاحبها في جبنه و شجاعته، وتبقى قناعتنا ترى الحقيقة عدالة، وليس عقاب.

- نادوا باسمه، ونظر القاضي في أوراقه، وقرر أن الحكم بعد المداولة.

- لوى عنقه، فوجدني خلفه، وقال ساخرا : يستروا قبح الحقيقة، بينما تتعرى وترقص كلماتهم، فيكرموهم ويدفعوا لهم، وإذا وقفنا بمزيد من الاحترام، يحاكموا أخلاقنا بالتطرف، ويعاقبونا بدواعي افراطنا بالشرف !.

الم اقل لك أن الحقيقة جريمة !!.

- ياسر محمد الأعسم / عدن 2023/5/18