أخبار اليمن

السبت - 27 ديسمبر 2025 - الساعة 12:25 ص بتوقيت اليمن ،،،

أنيس الشرفي


‏إن استدعاء التحالف العربي إلى مواجهة شريك ميداني رئيسي، كان في مقدمة الصفوف التي تصدت للحوثيين، لا يمثل فقط قراءة مغلوطة لموازين الصراع، بل ينطوي على ابتزاز سياسي خطير، ومحاولة لتوريط التحالف في معركة تتناقض جذريًا مع الأسس التي قام عليها تدخله، من خلال إطلاق عملية "عاصفة الحزم".

لقد كانت تلك الأهداف واضحة منذ اللحظة الأولى: منع تمدد مليشيات الحوثي المدعومة من إيران نحو الجنوب، تأمين الإقليم والممرات البحرية، وحماية الأمن القومي العربي من اختراق إيراني متصاعد. ولم يكن من بينها فرض نموذج سياسي بعينه، أو مصادرة حق شعب الجنوب في التعبير عن إرادته السياسية وتحديد مستقبله السياسي، وحماية وتأمين أراضيه من عبث وفوضى الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، وفي مقدمتها القاعدة وداعش والحوثيين، وحزب الإصلاح الذي يمثل الواجهة المحلية للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن.

والأخطر من ذلك، أن هذا الخطاب يعيد إلى الذاكرة مشاهد قاتمة من تاريخ الصراع، حين جرى استخدام أدوات التحريض والتعبئة الأيديولوجية لتبرير الحروب ضد الجنوب كما جرى في صيف 1994م، و 2015م. اليوم، لا تعود تلك الأدوات بصيغتها القديمة فحسب، بل تتخذ شكلًا أكثر تعقيدًا عبر محاولة توظيف التحالف العربي ذاته كأداة ضغط أو صدام داخلي، في سابقة تهدد مصداقية الشراكات القائمة، وتؤدي لتفتت وانهيار جبهة مواجهة الحوثيين.

قيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي