من هم "البامبوتيون"؟.. ومن أين جاءت كلمة "البامبوت" إلى عدن؟
الإثنين - 22 سبتمبر 2025 - الساعة 12:15 م
بلال غلام حسين
البامبوتيون هم مجموعة من الباعة المتجولين والتجار المحليين، من أبناء مدينة عدن من الطوائف المختلفة، الذين ارتبطت حياتهم وحرفهم بالميناء البحري لمدينة عدن .. استخدموا قوارب صغيرة مصنوعة من خشب النخيل و مواد محلية أخرى، والتي عرفت بـ "البامبوت" (Palm boat)، وكانت تستخدم كمتاجر عائمة للاتجاه نحو السفن القادمة إلى ميناء عدن وبيع بضائعهم للسياح القادمين من شتى بلاد العالم .. وكان البامبوتيون يمثلون جزءاً مهماً من تاريخ عدن، حيث يجسدون روح التجارة المحلية التي ازدهرت في تلك الفترة، نتيجة لموقع المدينة الإستراتيجي وعلاقتها بالعالم الخارجي.
بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869م، أصبحت مدينة عدن نقطة توقف إستراتيجية للسفن التجارية والسياحية والعسكرية، خلال فترة الاستعمار البريطاني لعدن، ازدهرت هذه التجارة المحلية، حيث كانت السفن تتوقف في ميناء عدن للتزود بالوقود والمؤن، وكان البامبوتيون جزءاً أساسياً من هذه العمليات، إذ كانوا يوفرون للسفن القادمة البضائع، التي يحتاجها البحارة والركاب.
كانت البضائع التي يبيعها البامبوتيون متنوعة وتشمل المنتجات المحلية مثل الفواكه والخضروات والملابس التقليدية والهدايا التذكارية .. وقد اشتهروا بتقديم منتجات ذات جودة عالية بأسعار تنافسية، مما جعلهم محل ثقة للسياح والبحارة الأجانب الذين كانوا يأتون إلى الميناء، هذه التجارة ساهمت بشكل كبير في دعم اقتصاد المدينة ورفع مستوى معيشة هؤلاء التجار.
ومن السمات البارزة التي عُرف بها البامبوتيين، هي قدرتهم على التحدث بعدة لغات، نتيجة للتفاعل والتعامل المستمر مع البحارة والسياح الأجانب من شتى أنحاء العالم، وهذا التعدد اللغوي لم يكن نتاج تعليم رسمي، بل كان مكتسباً من خلال الخبرة والممارسة اليومية .. وقد ساعدهم ذلك في بناء علاقات تجارية وثيقة مع الزبائن الأجانب، مما ساهم في تعزيز تجارتهم وتوسيع نطاق عملهم.
ومع تطور وسائل النقل والتجارة العالمية، وتراجع السفن القادمة إلى الميناء بعد الاستقلال، وانخفاض الحاجة للتوقف فيه للتزود بالوقود، تراجع دور البامبوتيين تدريجياً .. ومع ذلك، فإن قصصهم وتراثهم الثقافي لا يزال جزءاً من ذاكرة مدينة عدن وتاريخها البحري والتجاري العريق منذ القدم.
بلال غلام حسين
٢١ سبتمبر ٢٠٢٥م
اهم الاخبار - صحيفة عدن حرة