أخبار وتقارير

الأحد - 14 يناير 2024 - الساعة 08:44 م بتوقيت اليمن ،،،

عاصم بن قنان الميسري


شعوب فيروسية شعبوية (ج١)

منهم الفرس وما حقيقة تسمية الخليج بالفارسي ..؟!

لم تعرف الجزيرة العربية من أول الخلق الى يومنا هذا بأي أسم قط سوى بهويتها العربية التي اشتهرت بها منذ اوائل عصور التدوين سوى كنت حميري سبئي حضرمي معيني آشوري بابلي كلداني حراني آرامي رهاوي غساني مسيحي مسلم يهودي في الجزيرة العربية فأنت عربي اما اذا كنت من جنوب الجزيرة العربية فأنت في منبع العروبة والإنسانية الاولى أرض الديانات والرسل والهجرات وخزان الشعوب الاولى

كيف قلص المستشرقون مفهوم شبه الجزيرة العربية؟

مصطلح الجزيرة العربية قديما كان يشمل شبه الجزيرة العربية حاليا بالإضافة للعراق وبلاد الشام، على اعتبار نهر دجلة مكمل مائي للخليج. ولكن المستشرقين الأجانب في القرن 19 عمدوا إلى بتر العراق وبلاد الشام من تعريفهم لشبه الجزيرة العربية؛ للإيحاء للقارئ أن موطن العرب الأصلي هو المناطق الصحراوية، وفصل مناطق الحضارات العربية القديمة في بلاد الرافدين والشام عن العرب. وللأسف تسرب هذا التعريف للمناهج المدرسية العربية.

تدّعي الجمهوريّة الإيرانيّة المعاصرة أنّ الخليج العربي هو خليج فارسي من الأساس، وتطالب بتعميم هذه التسمية بديلة عن تسمية الخليج العربي… وما يزعج إيران فعلاً بتسمية الخليج العربي أنّها تذكّر العالم بالبلاد العربيّة المحتلّة، التي كانت على الضفة الشرقيّة للخليج،(بلاد الأحواز المحتله) قبل أن تستولي عليها إيران سنة 1925، ثمّ تعمل جهدها لتغيير ديموغرافيتها العربيّة. واليوم تريد الجمهوريّة الإيرانيّة محو ذكر هذه البلاد من التراث كلّه، لا بل والاستيلاء على تراث بلاد العرب على الضفّة الغربيّة للخليج كذلك.

مع ذلك، حتّى لو سلّمنا جدلاً بأنّ أحداً في الماضي قد استعمل تسمية خليج فارسي على هذا البحر، فمن كان؟ ولأجل أيّ دولة سيستعمل هذه التسمية؟ وهل كان هناك أساساً دولة اسمها فارس..؟!
-يبدئ تاريخ هذا الجانب من بلاد العرب منذ تاريخ الأخمينيّين وهم شعب آريّين، يعودون بأصولهم إلى مملكة آريا على نهر المُرغاب في أفغانستان. استجلبهم الأسوريّون مماليك لحكم إيلام. ثمّ خرجوا منها يحرّرون البلاد من الميديّين ويعيدون توحيدها.

- ثم في عصر الأشكان الپارثيّين وهم تُرك من الساكا الطوران، يعودون بأصولهم إلى منطقة ضفاف نهر الپنج في طاجيكستان المعاصرة. ثاروا على السلوقيّين ثمّ زحفوا عليهم واستبدلوهم.

- ثم الفترة المتأخرة لمملكة الساسان وهم پُنجابيّين، يعودون بأصولهم إلى منطقة مدينة ٹيکسلا شمال پاكستان المعاصرة. استجلبهم الأشكان مماليك، فانقلبوا عليهم وسلبوهم السلطة بالدين.

فمن هم الفرس ومن هي فارس المزعومة الذين يريد العالم منح تسمية الخليج بالفارسي لأجلهم ؟
ليس في التاريخ مكان لهذه الخرافة على الإطلاق فهذة مصطلحات من مخلفات المعبد الكنسي من اقرناء(السامية) واخوتها ولا يوجد لها اي نص تاريخي او اثر حقيقي وانما بسط ومعاداه ضد العروبة والعرب

حمل الخليج العربي وهو الجهة الشرقية الشمالية للجزيرة العربية المحادي للعراق ودول الخليج، وعلى لسان أهله وسكّانه، عدّة أسماء على مرّ التاريخ. آخرها كان خليج البصرة (بصرة كورفزي) لأنّ إيالة البصرة أحكمت عليه سيطرتها في العهد العثماني، وهي التسمية الأطول عمراً، لأنّها موروثة عن عهد عمر بن الخطّاب حين كان خليفة الدولة الإسلاميّة، وورد ذكر الخليج في مراسلاته باسم بحر البصرة، ولو أنّ فترات من الدولة العبّاسيّة غيّرت اسمه إلى خليج العراق، أو بحر العراق. مقارنة ببحر الشام على الغرب ومن خلال تتبعي لتاريخ العرب لم اجد ألعن فترة تعرض لها العرب وبلدانهم من تزوير وتحريف فاضح مثلما عانى العرب من العجم اثناء الفترة العباسية

خد هذة المعلومة ايضا" ، ومن أسماء بحر الخليج العربية ايضا" بحر مُسَنْدَم وهو مسمى سبئي قديم عندما اجتاح الملك شمريهرعش هذة البلاد واحكم قبضته وجر ملكها اسيرا وحبسه في جب بئر مخربه حتى اذا تم التوسط له فك اسره بشرط ان يكون تابعا" لمملكة سبأ ويدين لملكها في جنوب الجزيرة العربية في مأرب اليمن وهناك نقش موثق لهذة الواقعة مزبورة بالصخر المسمى لدى اليمنيين بأسم (مُسَنْدَم) وهو الاسم الذي اطلق على بحر الخليج وكذالك اسم رأس مُسَنْدَم العُماني.

وعرف ايضا" بحر الخليج بأسم بحر القطيف على اسم ميناء القطيف البحراني في المملكة السعوديّة. بالإضافة إلى اسم البحرين كذلك. وقبلها حمل الخليج اسم مملكة هرمز العبّاسيّة المعروفة كذلك باسم خانيّة بستك وإمارات عرب الهولة..الفترة العباسية كانت كابوس على تاريخ العرب ولعنه نعاني من اثارها لليوم

قبل ذلك عُرف الخليج العربي في نقوش إمبراطوريّات العراق القديمة باسم البحر الأدنى (الأخفض) وبحر الجَنُوب وبحر الكلدان وبحر ميسان والبحر المرّ، وهي التسمية الأخيرة قبل نشوء الإمبراطوريّة الأخمينيّة. في العهد الأخميني كان اسمه {البحر} فقط دون نسبة، ثمّ أعقب الأخمينيّين السلوقيّين الرومان الذين أطلقوا عليه تسمية خليج العرب والخليج الأحمر (نسبة إلى لون العرب الإثني الشهير لراية الأزد والحميريين). ثمّ حكم الأشكان والساسان الذين أطلقوا عليه تسمية بحر الطاژيگان أي بحر الطائيّين، وكان الخليج فعلاً محكوم بمحيطه كلّه بممالك أزديّة طائيّة عربية يمانية.

الخليج العربي بحر للعرب من قديم الأزمان، ليس اسم على ورق وحسب، بل هويّة وحضارة وتراث. ونحن نصرّ على تسميته بالخليج العربي إكرام لحقوق العرب السليبة على ضفّة الخليج الشرقية.

للمزيد اقرأ كامل تدوينه مؤنس بخارى {في مسألة الخليج العربي والخرافة الفارسيّة} مع خرائطها .

في كتابه (التواريخ)، يذكر إيرودوتوس Ἡρόδοτος (هيرودت)، الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، شبه الجزيرة العربيّة كمكان أو دولة موحّدة على ما يبدو تتمتّع بالقوّة الكافية للبقاء مستقلّة عن الإمبراطوريّة الأخمينيّة. وبحسب نصوص إيرودوتوس، فإنّ "الجزيرة العربيّة" هي المساحة الجغرافية المحصورة ما بين أرمينيا (أياستان) ودجلة والخليج العربيّ وبحر العرب والبحر الأحمر والنيل مروراً بالساحل الشرقي للبحر المتوسط حتى هضبة الأناضول. طبعا وهذا لا يعني نفي التواجد العربي في ذلك الوقت خارج إطار الجزيرة العربية في ذلك الزمان.

تفخيخ التاريخ بالشعبوية
هذه هي لعبة المستشرقين فقط..

شعوب فيروسية شعبوية (ج٢)

العربفوبيا اللاعربية

ترتبط القوميّة الفارسية ارتباطاً وثيقاً بحركات العربفوبيا والاعربية. فالقوميّة الفارسية هي حركة سياسية وثقافية ظهرت مع الأسرة الپهلوية عقب الحرب العالمية الأولى، وتسعى إلى تعزيز الهُوِيَّة الفارسية والثقافة الفارسية. وغالباً ما ترتبط هذه الحركة بمشاعر العداء تجاه العرب، ممّا يؤدّي إلى ظهور حركات العربفوبيا والاعربية في إيران وبين الموالين لها.

لتعزيز مشاعر العداء هذه، يدّعي منظّرو القومية الفارسية خرافات عن تاريخ طويل من صراع مُفترض بين الفُرس والعرب، وهي ذاتها رواية الشعوبيّة زمن الفترة العباسية ضد العرب القحطانية اليمانية بكل ماينتمي اليهم من خط ولغه وملوك وأعلام. وتروي هذه الخرافة أسطورة تقول: أنّ العرب ومنذ القرن السابع الميلادي، حكموا بلاد فارس مدة خمس قرون. وترك هذا الحكم تأثيراً عميقاً على الثقافة الفارسية، ممّا أدّى إلى ظهور مشاعر العداء تجاه العرب لدى بعض الفرس. وهكذا تدّعي خرافة القوميّين الفرس أنّ ثقافتهم مهدّدة من قبل الثقافة العربية.

كتب احد مفكرين إيران :
هل تعلم ماهو الأحتلال ؟
الأحتلال هو ان يقراء القرآن باللغه العربيه وان يصدح الأذان باللسان العربي في قلب بلادنا فهل اشد من هذا احتلال

ومن حركات العربفوبيا والاعربية في إيران الملكية والجمهورية:
- جمعية "فرهنگ" (الثقافة) السرية التي تأسّست عام ١٨٩٠، والتي كانت أوّل منظّمة تدعو إلى القومية الفارسية. وأدّت هذه الأفكار إلى ظهور مشاعر العداء تجاه العرب لدى أعضاء الجمعية، الذين كانوا يعتقدون أنّ الثقافة العربية تهديد للهوية الفارسية. إذ زعم بعض أعضاء الجمعية أنّ العرب هم "غزاة" لبلاد فارس، وأنّهم حاولوا القضاء على الثقافة الفارسية. فدعا أعضاء الجمعية إلى طرد العرب من بلاد فارس. وهاجموا الإسلام، الذي يُرى أنّه دين عربي.

شكّل العرب آنذاك نسبة حوالي ٢٥٪ من سكّان إيران (باستثناء الأحواز التي لم تكن جزء من إيران قبل ١٩٢٥ والعرب كانوا ٨٠٪ من أهلها)

- حركة الفدائيّين الماركسيّين-اللينينيّين (فدائيان خلق)، التي تأسّست في عام 1965. و كانت هذه الحركة متطرّفة في موقفها من العرب، حيث كانت تدعو إلى طرد جميع العرب من إيران.

- حركة جبهة التحرير الوطني للإيرانيّين (فليت)، التي تأسست في عام 1979. و كانت هذه الحركة أيضاً متطرّفة في موقفها من العرب، حيث كانت تدعو إلى إنشاء دولة فارسية قومية خالية من العرب.



- حركة المقاومة الوطنية الإيرانية (مجاهدين خلق)، التي تأسّست في عام 1965. و كانت هذه الحركة أقل تطرفاً من الحركات السابقة، لكنّها كانت أيضاً تدعو إلى تعزيز الهُوِيَّة الفارسية والثقافة الفارسية، ممّا أدّى إلى ظهور بعض المشاعر العدائية تجاه العرب.

وأخيراً، فإنّ ظهور حركات القوميّة العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين أدّى دوراً في ظهور حركات العربفوبيا وأفكار الاعربية في إيران. فأدّت هذه الحركات إلى تصاعد الشعور العربي القومي في المنطقة، ممّا أثار مخاوف بعض الفرس من أن تصبح بلاد فارس جزء من العالم العربي.

ولم تزل حركات العربفوبيا والاعربية في إيران مصدر للقلق بالنسبة للعديد من العرب. إذ وبالرغم من ضمّ الأحواز العربية إلى إيران، غير أنّ مجموع العرب لا يشكّل أكثر من ١٠٪ من سكّان جمهورية إيران الإسلامية المعاصرة، انخفاض كبير عمّ كانت عليه قبل مئة عام.

عربوفبيا اللاعرب مهما اشتدت وحشيتهم وعجرفتهم يضلون دائما" اقزام أمام تاريخنا العربي اذ انهم لا زالوا يعانون اثار ثقافة العروبة وفضل العرب اذ انهم لم يستطيعوا تجاوز اثار ثقافة العرب منذ ما قبل ألف عام الى اليوم ، لذالك حملتهم الشرسة وحروبهم الخبيثة في اراضي العرب اليوم لم تأتي لمجرد محض سياسات بل هي حرب حرب وجود وحرب ثقافات وتراكمات شعبوية تاريخية



شعوب فيروسية شعبوية (ج٣)

العربفوبيا الإيرانية

لحركات العربفوبيا واللاعربية في إيران تأثير كبير على انخفاض أعداد العرب من سكّان الجمهورية الإيرانية المعاصرة. فهذه الحركات تروّج لأفكار عنصرية وتمييزية ضدّ العرب وصلت لحد الإعدامات والتصفية العرقية لعرب الأحواز، ممّا يخلق جوّاً من الكراهيَة والعداء تجاههم. وهذا الجو من الكراهيَة والعداء يؤدي إلى هجرة العرب من إيران أو اندماجهم في الثقافة الفارسية.



إذ تروّج حركات العربفوبيا واللاعربية في إيران لخرافة أنّ العرب هم "غزاة" أو "خطر" على الثقافة الفارسية. وهذا يؤدّي إلى خلق جو من الكراهيَة والعداء تجاه العرب، ممّا يدفع بعض العرب إلى الهجرة من إيران بحثاً عن بيئة أكثر أماناً.

وتحاول حركات العربفوبيا واللاعربية في إيران فرض الثقافة الفارسية على العرب، ممّا يدفع بعض العرب إلى الاندماج في الثقافة الفارسية. وهذا الاندماج يؤدّي إلى فقدان العرب لهويّتهم العربية، ممّا يساهم في انخفاض عددهم في إيران ولم يقف الأمر هنا بحدود جمهورية إيران اذ تعدى الأمر الى خارجها وشمل حوزات واقليات في عواصم عربية شهيرة وتاريخية يتعدئ عمرها الآلاف السنين شهرة قبل ان تعرف بلاد فارس بهذا الأسم .

في عام 1979، اندلعت انتفاضة في منطقة الأحواز العربية، حيث طالب العرب بحقّهم في تقرير المصير. وقامت الحكومة الإيرانية بقمع هذه الانتفاضة بقسوة وتصفية الكثير من منتسبيها، ممّا أدى إلى هجرة العديد من العرب من الأحواز.

في عام 1980، اندلعت الحرب العراقية الإيرانية، حيث دعمت الحكومة الإيرانية الفصائل العربية والكردية التي كانت تقاتل ضدّ الحكومة العراقية. وقامت هذه الفصائل بارتكاب جرائم ضدّ المدنيين العرب، ممّا أدّى إلى هجرة العديد من العرب من إيران.

في السنوات الأخيرة، تعرضت الأقلية العربية في إيران لحملة من القمع من قبل الحكومة الإيرانية. وأدّت هذه الحملة إلى هجرة العديد من العرب من إيران.



عموماً، يمكن القول أنّ حركات العربفوبيا واللاعربية في إيران تشكّل تهديداً خطيراً على الأقلّية العربية في إيران وفي ضل وصمت عربي مخيف اصبح الأمر يشكل تهديداً خطيراً على هويتنا العربية في أوطاننا وعواصمنا العربية التاريخية الذي تجري حالياً محاولات طمس عروبتها واضفاء عليها التقاليد والطقوس الفارسية.

شعوب فيروسية شعبوية (ج٤)

خديعة القوميّة الفارسيّة

في الواقع، وبرغم حداثة تسمية الخليج العربي. لكن، مع ذلك، لم يسبقنا أحد نحن أبناء القرن العشرين، إلى تسمية هذا البحر بالخليج الفارسي، ولا يطلق عليه هذه التسمية إلا الجمهوريّة الإيرانية وراثة عن مملكة الشاه پهلوی. فمن مصائبنا المعاصرة تَرْجَمَة كلمة Persian بأشكالها المختلفة وحيثما وردت بكلمة فارسي. وهذه تَرْجَمَة خاطئة لمعنيين متعارضين، تستعملها پروپاگندا القومية الفارسية لسرقة تراث المنطقة كلّه وتزوير التاريخ.



كلمة Persian الإنگليزيّة تشير في الواقع إلى الهضبة الإيرانيّة، ولا تعني الهويّة الفارسيّة كهويّة قوميّة. أصلها من الكلمة الإنگليزية القديمة percynne عن الفرنسية القديمة persien عن اللاتينيّة Persiānus عن الإغريقيّة Περσίς پيرسيس (والياء الأولى هنا هي ألف مائلة صوب الياء) المقتبسة عن اللّقب الذي منحه الملوك الأخمينيّين لأنفسهم: أسرة پارسه 𐎱𐎠𐎼𐎿. فهو في البداية اسم أسرة وقبيلة وليس اسم بلد. على سياق أسماء من مثل: السعوديّة، الهاشميّة، المتوكّليّة… وهكذا. لهذا، ينبغي أن تُترجم كلمة Persian حيثما وردت وبلغات أوروپا بالمختلفة، بكلمة إيراني، لا بكلمة فارسي. والهضبة الإيرانيّة أساساً متعدّدة الهويّات الإثنيّة.

والتسمية التي اتّخذتها الأسرة الأخمينيّة پارسه ويراد بها فارسي من الأساس هي اسم قبيلتها من قبل تأسيس العرش الأخميني، حين كانت لم تزل تعيش على ضفاف نهر المُرغاب في مملكة كان اسمها آريا (أريو، هَرَيڤه) جَنُوب أفغانستان المعاصرة. فالتسمية في الأصل هي {پَارَشُ} أو {پَارَچُ} परशु التي تعني فأس المحارب، تطوير عن الأگّديّة {پاشُ} 𒂆 التي تعني فأس. وهو فعلاً رمز قبيلة قورش مؤسّس الدولة الأخمينيّة وسلاحها الأوّل. ومع تميّز القبيلة الأخمينيّة بمهمّات حربيّة في خدمة الدولة الأسوريّة الحديثة صار اسمها بلسانها {پَارْشُ} पर्शु تحوير عن اسم سلاح الفأس. وهو الاسم الذي تحوّل إلى {پَارْسُ} بقلب ش إلى س.

وبذلك يتعزز ما ذكرته كتب التاريخ التراثية عن مصادرها الأقدم حول واقعة افتتاح شمر يهرعش لبلاد فارس وما والاها ووقوع الملك كيكاوس ملك فارس أسيرا ثم أتى ابن كيكاوس إلى شمر يرعش ساعيا في إطلاق سراح أبيه واستعان بالأميرة (سعدى بنت شمر يرعش) فأقنعت الأميرة سعدى أباها شمر يرعش بإطلاق سراح كيكاوس وأن يعود ملك لبلاد فارس ومواليا لدولة سبأ وهذة دلاله تاريخية مثبتة تفسر لنا دلاله وجود الوعل الذي كان شعار مملكة سبأ يعتلي راس الفرس بجانب الفأس الذي تاريخياً تسموا به والپارش في يده

ولمّا حكم الأخمينيّون إمبراطوريّة واسعة سجّلها الإغريق كلّها باسم پارسه، ثمّ تراجعت جغرافيّة هذه التسمية مع تقهقر مساحة الدول اللاحقة إلى الهضبة الإيرانيّة وحدها. هذا مع التأثير المباشر الذي صنعه الملوك السلوقيّين حين غيّروا اسم الدولة كلّها في الأدب الإغريقي إلى سوريا بدلاً پارسه، مستعيدين الاسم الإمبراطوري الأخميني والأسوري. فصارت پيرسيس تشير إلى وسط الهضبة الإيرانيّة وحدها، خصوصاً تلك المساحة الصغيرة التي خصّها السلوقيّين باسم پيرسيس، وهي التي تحوّل اسمها في العهد الإسلامي(العباسي خصوصاً )إلى مملكة فارس ثمّ صارت اليوم محافظة فارس الإيرانيّة، التي عُرفت كذلك باسم مملكة شيراز، حين كان اسم شيراز نفسها مدينة فارس.

في كتاب المؤرخ اليمني الفرح ارفق لنا واقعة فتح بلاد فارس من وحي ماوثقته النقوش المسندية ، يسجل النقش المسندي رقم ٣١ -شرف- من معبد باران في مأرب أن القائد القيل (ريمان ذو حزفر) قدم تمثالا ذهبيا إلى المعبد حمدا للإله على النصر والغنائم في الغزوات التى رافق فيها سيده (شمر يهرعش ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمانت) والتى شملت افتتاح بلدان (قط / وصف / وكوك مملكة فارس / وأرض تناخ) والعودة منها بالنصر والعافية.

وقد كانت تلك الانتصارات ما بين عام ٨٢٠ - ٨١١ قبل الميلاد، وعلى ضوء ذلك قال المؤرخ شرف الدين في تعليقه عن النقش إنه (.. كتب عن أمر ملك كبير هو شمر يهرعش الذي بلغ سلطانه ذروة القوة ورفرفت راياته في الشام وفارس وغيرها) [تاريخ اليمن الثقافي - أحمد شرف الدين - ص ٦٣].

يقول المؤرخ الكبير نشوان الحميري: فأطلق شمر يرعش سراح كيكاوس (عفا وسرحه بحسن سراح)، وفرض عليه أمورا حيث تذكر كتب التراث أنه (جعل شمر يرعش على فارس ألف درع يؤدونها كل عام ومثل ذلك الخراج سيوفا). ولكن الأهم من ذلك هو نشر السلام تأمين الطرق والأنشطة والمصالح التجارية والقواعد والمحطات التجارية لدولة سبأ وحلفائها الآراميين والتى تم نشرها في بلاد فارس.



وقد قال المؤرخ نشوان الحميري في قصيدته عن التبابعه يذكر فتح شمر يرعش لبلاد فارس ومشارقها ونبأ كيكاوس ملك فارس في شرح قصيدة نشوان الحميري:

أم أين شمر يرعشَ الملك الذي
ملك الورى بالعنف والاسجاحِ

وأتى بمالك فارسٍ كيكاوسٍ
في القيد يرفل مثخناً بجراحِ

فأقامه في بئر مأرب برهةً
في السجن يجأر معلناً بصياحِ

فاستوهبت سعدى أباها ذنبه
فعفا وسرّحه بحسنِ سراحِ

الصورة (١): سلاح المحارب الأخميني، والپارش في يده رمز واسم الأسرة الباراسيه ، يمتطي خوذة الوعل السبئي ،الصورة قديمة جرى اعادة رسمها وتلوينها وهي لمحارب فارسي يحمل البارش في يدة وخوذة الوعل السبئي فوق راسه والمعبود السبئي آبس (الثور) يعتلي سيفه ، هذا لما كنا ندوس رؤوس أفاعي جبال زاغروس وليس الان بعد ان غزت بلاداننا تلك الأفاعي رسم Dario T. W.

الصورة(٢) لنقش الملك شمريهرعش عندما اتى بملك فارس مقيدا" وحبسه في بئر قديمة قبل ان يدين بالولاء لمملكة سبأ ويخلي اسره مقابل ألف درع يؤدونها كل عام ومثل ذلك الخراج سيوفا

الصورة(٣)غزوة التبع اسعد الكامل لبلاد فارس عندما سحق افاعي الجبال جبال زاغروس والذي يجمع عليه كل المؤرخين بانه هو التبع اليماني ذو القرنين المسمى في نقوش بابل بنار مملكة الشمس (نارام سين)

الصورة(٤) لملك سبأ الذي حكم من وسط بلادالرافدين وماحولها من بلدان واقاليم (قط / وصف / وكوك مملكة فارس / وأرض تناخ-تنوخ)

عربوفبيا الفرس شعب البارش(الفأس)الخرافية
الذين كانوا ولاه لملوك سبأ (الوعول)

ابو عصمي الميسري