وكالات
انتهت المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود، قبل قليل، في قصر اليمامة الملكي بالعاصمة السعودية الرياض، بعد ان استمرت لأكثر من 3 ساعات.
وزار بوتين الأربعاء المملكة السعودية، فيما يتوقع أيضا أن يزور دولة الإمارات العربية المتحدة وعدد من الدول في جولته الجديدة.
واقترح الرئيس الروسي في مستهل لقائه مع بن سلمان مناقشة تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول الوضع في المنطقة. كما دعا بوتين بن سلمان لزيارة روسيا، والأخير قبل الدعوة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان أشاد خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء، "بالتنسيق والعمل السياسي بين البلدين الذي ساعد في إزالة الكثير من الاحتقانات في الشرق الأوسط".
ونقلت الوكالة عن الأمير محمد بن سلمان قوله "اليوم نتشاطر الكثير من المصالح والكثير من الملفات التي نعمل عليها سويا لمصلحة روسيا والمملكة العربية السعودية والشرق الأوسط والعالم أيضا".
وأضاف بوتين: "كوني هنا في المنطقة في زيارة مقررة إلى دولة الإمارات، استفدت من دعوتكم للحضور والتحدث معكم ومع جميع أصدقائنا، الذين عملنا معهم على تطوير علاقاتنا بكثافة على مدى السنوات السبع الماضية".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن الاتحاد السوفييتي كان من أوائل الدول التي اعترفت بالمملكة العربية السعودية كدولة مستقلة. وتابع: "كان ذلك منذ ما يقارب 100 عام"، مشددا على أن روسيا تحترم إرادة مواطني السعودية في بناء مستقبلهم.
وأضاف "خلال هذه الفترة، حدث الكثير في علاقتنا. ولكن على مدى السنوات السبع الماضية، اكتسبت العلاقات زخما، ووصلت إلى مستوى لم يسبق له مثيل، وقد تحقق ذلك بفضل السياسة الحكيمة لوالدكم خادم الحرمين الشريفين ملك السعودية بمشاركتكم المباشرة".
ولفت بوتين إلى أن البلدين يتمتعان بعلاقات مستقرة في مجال التعاون السياسي والاقتصادي والإنساني. كما أشار إلى إمكانية إنشاء شركة مشتركة كبيرة لإنتاج الأسمدة بين البلدين.
ومن جهته أكد بن سلمان أن التعاون بين السعودية وروسيا يساعد على ضمان الأمن في الشرق الأوسط. ووصف بن سلمان بوتين بأنه "ضيف خاص" للمملكة.
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن التعاون الاستثماري بين روسيا والمملكة العربية السعودية سيستمر، لافتا إلى أنه لن يتطرق للحديث عن التفاصيل "بسبب الكم الكبير من الأعداء".
وردا على سؤال صحفي حول ما إذا كان سيتم توسيع التعاون بين البلدين في مجال مشاريع الطاقة، قال بيسكوف: "التعاون الاستثماري سيستمر. لأسباب واضحة، فإن تفاصيل هذه القضايا ذات طبيعة تجارية ولا يمكن الكشف عنها، خاصة في ظل العدد الهائل من الأعداء الذين سيواصلون حتما محاولة ممارسة الضغط".
وأكد أن التعاون الاستثماري بين روسيا الاتحادية ودول الشرق الأوسط، سيستمر مع الأخذ في الاعتبار كثرة عدد الخصوم.
وأضاف بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ناقشا خلال اجتماعهما يوم الأربعاء في الرياض، التعاون داخل "أوبك "، مشيرا إلى أن الطرفين يدركان أنهما مسؤولان عن استقرار سوق الطاقة.
وقال إن الرئيس الروسي وولي العهد السعودي بحثا خلال الاجتماع الوضع في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه بعد المحادثات الموسعة التي عقدت في الرياض يوم الأربعاء، واصل الرئيس وولي العهد التواصل وجها لوجه خلال الغداء.
وأضاف بيسكوف للصحفيين بعد المحادثات: "لا أستطيع أن أقول بالضبط ما تمت مناقشته هنا. لكن بشكل عام، من الواضح أن هذا بالطبع هو الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وقضايا حساسة أخرى كانت على جدول الأعمال الدولي".
وتعليقا على مرافقة مقاتلات "سو-35 إس" لطائرة بوتين في أبو ظبي، قال بيسكوف: إنه من الطبيعي اتخاذ جميع التدابير لضمان أمن رئيس الدولة الروسية.
وقال بيسكوف: "المنطقة مضطربة... إذا كانت الإمارات والسعودية دولتين مستقرتين وآمنتين... فهناك المحيط، من المؤكد أن المنطقة المجاورة مليئة بالمخاطر... لذلك، بطبيعة الحال، يتم اتخاذ جميع التدابير لضمان أمن رئيس الدولة الروسية على المستوى المناسب".
وأشار بيسكوف إلى أنه لا يعرف ما إذا كان الرئيس بوتين سيلتقي بالطيارين المقاتلين، لأن الطائرة الرئاسية والطائرات العسكرية تهبط في أماكن مختلفة. وأضاف بيسكوف: "أعتقد، بالطبع، أن بوتين يعرف أو سيعرف من هم هؤلاء الطيارون بالضبط".
وعقب انتهاء المحادثات، أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أنه لا وجود لأي حديث في الوقت الحالي عن مبادرات سلام مشتركة يناقشها الجانبان الروسي والسعودي.
وقال بيسكوف للصحفيين عقب المحادثات التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرياض: "لا يوجد حديث حتى الآن عن مبادرات سلام مشتركة بين روسيا والسعودية".