أخبار وتقارير

الثلاثاء - 02 مايو 2023 - الساعة 01:47 ص بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


وكأن هذا الجنوب لا تكفيه التحديات التي يواجهها في الميدانين العسكري السياسي، ليضاف له تحدٍ جديد من داخل رقعته وجغرافية نفوذه ، بخلق صراعات جانبية تطالب بالتمثيل المستقل كجنوب داخل الجنوب.

التوجهات الحالية بإعادة هيكلة المجلس للإنتقالي وتوسيع الشراكات وضم المكونات الجنوبية، خطوات مستحقة في مرحلة غاية في التعقيد والمصيرية، ومناط بالأطراف التي لم تنضوِ بعد في أطره التنظيمية ، أن تتعاطى مع هذا التوجه بكثير من المرونة والإيجابية، فواحدية التمثيل في المفاوضات القادمة، أكثر فعالية من خلق جواء صراعات من يمثل من ومن يمثل ماذا.


الهيكلة إعتراف صريح بأن المجلس الإنتقالي لم يستوعب أوسع نطاق من القاعدة الإجتماعية بكل تنوعاتها ، وأن حصر القيادة في مربع مكاني محدد علامة سالبة ، وبالتالي مثل هكذا مراجعة تمتص من دون شك الإحتقانات لبعض المناطق والمكونات ،وتصحح الصورة المختلة عن الإستئثار المناطقي بمفاصل السلطة داخل وخارج الإنتقالي تنظيماً ووظيفةً.

لا أحد يستفيد من شرذمة الموقف بالمطالبة بتمثيل كل منطقة منفردة على حده في مفاوضات الحل النهائي ، سوى الأطراف التي لا تعترف بحقوق الجنوب وعدالة قضيته السياسية ، وهي أطراف تبدأ بالحوثي وتمر بكثير من أعضاء الرئاسي، ولا تنتهي قطعاً فقط بالإخوان والتيارات الدينية المماثلة، بل هناك من مازال يقف في حالة تربص في المنطقة الرمادية، بعلم الجمهورية المخوزق بالقبيلة وأحلام إستعادة أمجاد حكم مضى.

الوقت ليس بصناعة مناوشات وصراعات حول من يمثل الجنوب، بل زخم النقاش عليه أن يتجه في سياق مختلف تماماً ، سياق يدور حول سؤال ماذا يُراد للجنوب من شطب وإلغاء، وماذا يريد الجنوب، وكيف يمكن مقاربة المواقف والتراص وتوحيد الصفوف.

مادون ذلك من فرقعات تمثيل الجهويات، حتى وإن بإسم الجنوب هي تسحب من عدالة القضية ولا تضيف.