أخبار وتقارير

الخميس - 13 أبريل 2023 - الساعة 02:36 ص بتوقيت اليمن ،،،

محمد الثريا


يعلم الحوثيون جيدا حقيقة الغاية من عقد هدنة موسعة باليمن لذا كان من الطبيعي ألا تتوقف الجماعة عن مواصلة طرح شروط جديدة حتى اللحظة الأخيرة من نقاشات التوقيع على تلك الهدنة !!

وفي الواقع، أن ثمة مسارين ينشطان مؤخرا في ملف اليمن، ويسعيان بشدة للإستفادة من شماعة الهدنة كغطاء إنساني لتحقيق أغراض خاصة .

هناك المسار السعودي الهادف تحت غطاء الهدنة إلى تثبيت حالة وقف إطلاق النار بين الرياض والحوثيين، وصنع المخرج الملائم لمغادرة السعودية ملف الصراع اليمني على الأقل من بوابة "طرف الحرب" والعودة من نافذة "وسيط الصراع" .

إلى جانب ذلك، هناك المسار الأممي الساعي عبر تأكيد واقع الهدنة إلى إرساء واقع جديد من شأنه كما يأتي في أدبيات الأمم المتحدة تشكيل النواة لسلام دائم، والمنطلق لمفاوضات سياسية تقود إلى حل شامل للصراع في اليمن، في حين لاتخفى هنا غايات الكبار المتصلة بإعادة رسم خارطة مصالحها الخاصة القائمة على فكرة تشكيل واقع سياسي جديد ومختلف باليمن لتلبية تلك الحاجة .

قبل عام، تم التوقيع على هدنة إنسانية باليمن لمدة شهرين وجددت لشهرين آخرين؛ عقب ذلك إنتهت مدة الهدنة بروتوكوليا لكن واقعها ظل قائما حتى اللحظة ..خلال كل تلك الفترة، هل طرأ تحسنا ملحوظا على المستوى الإنساني بصفته موضوع الهدنة الأساسي ودافعها الرئيسي؟

حقيقة، لم يحدث تغيير ملموس، ذلك أن الغرض الحقيقي من عقد الهدنة كما قلنا كانت عبارة عن أهداف خاصة لم تحقق بعد، حيث ظل واقع تعويم الهدنة يؤكد أن حدوث أي إنفراجة في الملف الإنساني يظل مقترنا بمدى تحقق الغايات السياسية قبل ذلك من عقد الهدنة تلك، وإستحالة رؤية أي حلحلة للأزمة الإنسانية ما لم تنجز أولا التفاهمات السياسية الكامنة وراء الهدنة .

عموما، باتت تصريحات ولقاءات اليوم سواء تلك السعودية أو الأممية أو حتى الحوثية تكشف بوضوح عن حقيقة الهدنة المعومة ومساراتها وأيضا عن حكاية إشتراطات اللحظات الأخيرة منها .

--------------------

لا أكترث كثيرا لدلالة تلك التحولات الدراماتيكية النشطة حاليا، بالنهاية تبقى القضية الرئيسية لدى المتصارعين في اليمن هي الإتفاق على تقاسم السلطة ..

وإستنادا لوقائع الصراع الحالية فإن الأمر هذا سيتطلب بالتأكيد مناقشة هيكل الدولة، والتطرق إلى نماذج السلطة الفيدرالية والكونفيدرالية .

فقط أحزن كثيرا على الطريقة التي وصلوا من خلالها إلى ما وصلوا إليه اليوم؛ لقد أجادوا توظيف المعاناة الإنسانية، وتقمص الأدوار الوطنية بدهاء، فيما لم يحسن الشعب طيلة الوقت سوى الإنقسام على نفسه، والتعويل بغير حكمة على الجلاد في نصرة الضحية .

محمد الثريا