أخبار وتقارير

الإثنين - 20 فبراير 2023 - الساعة 01:26 ص بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


ما الذي يجعل طرفاً في الصراع يبدو أكثر مرونة وإستجابة لمتطلبات التسوية ؟
طبعاً هو الضغط وتعاظم مشاعر إحباطاته من ممكنات الفوز منفرداً، متخطياً جميع الخصوم المتصارعين معه حول قضية واحدة.

هذا تماماً ماشعر به الحوثي ليس منذ بدء الحرب ، ولكن تحديداً منذ توقيع إتفاق “ستوكهولم” الذي كرسه دولة مستقلة ذات موارد إقتصادية ، ومكتفياً ذاتياً في تمويل مشروعه الحربي والسياسي باريحية كاملة.


إتفاق “ستكهولم” جاء تنازلاً مجانياً بلا جهد حوثي ، لم يقدم شيئاً لنيله ، وبالتالي عزز من قدراته ، ضخم آلته العسكرية وسوقه لداخله العصبوي كقوة قاهرة ، يمتلك أدوات الضغط لفرض شروطه وإنتزاع الإنتصارات بأقل قدر من التنازلات أو بلا تنازلات يقدمها للمجتمع الدولي.

إذا كنت تحصل كل هذه المكاسب ، فما الذي يجعلك أكثر إستعداداً للإنخراط بالتسوية ، ومسارات الحل السياسي؟
لاشيء.

مركز دراسات عسكرية إمريكية “Waron The Rocks”وصل لذات الإستنتاج إن “ستوكهولم“وجه ضربة قاصمة لمشروع السلام من جهة الحوثي وجرفه خارج مساحة الحل ، وطالب الموقع الكونجرس والإدارة الإمريكية بتحديث فهمهما للنزاع والحرب في اليمن.

“ستوكهولم” وحده من نقل الحوثي من وضع المليشيا المارقة الإنقلابية ، والترسانة المنفلتة التي تهدد الأمن الإقليمي والداخل الوطني ، إلى وضع سلطة أمر واقع وشبه دولة مكتملة البنية، تجلس مع الخارج على طاولة حوار بندية كاملة ، تناقش حصصها من منافع السلام ، ولا تقدم التنازلات من طرفها لزوم إستحقاقات التسوية.

بجملة:
“ستوكهولم” خيانة عظمى.

----------------

“القعقاع البيحاني “و”موحد البيضاني” آخر من أطلقهما الحوثي من سجونه ، بعد حوارات جرت بينهما وأفضت إلى صفقة إطلاق 17 إرهابياً مقابل 9 حوثيين، حسب إعترافات تنظيم القاعدة أمس السبت ، عبر مفاوض الحوثي محمد سالم النخعي “أبو أنس” ، والقاعدي علوي علي عبدالله المزاحم الملقب ب “الزرقاوي”.

صنعاء سبق وأن أطلقت العشرات من عناصر القاعدة منهم علوي علي لحمر البركاني ، نجل البركاني الملقب ب “أبو مالك اللودري”، وكذلك فعل الإصلاح بتهريب مجاميع متتالية من أنصار الشريعة من حضرموت ، وفتح للتنظيم المعسكرات ،وفر لهم التخطيط والتدريب والسلاح وسُبل التمويل والإيواء والإعاشة ، حيث مجال سيطرته وتحديداً في معسكرات تعز.

شروط الإطلاق أن تتوجه أذرع الإرهاب المتعددة صوب مناطق تواجد الإنتقالي في المحافظات الجنوبية ، ما يعني أن مشتركات الثلاثة أكبر من ثانويات الخلاف المزعوم وغير المرئي بينهم في ميدان المواجهات العسكرية ، إلا من على المنابر ، وأن العمليات والعبوات الناسفة يجمعهم معاً ضد الخصم المشترك إنتقالي الجنوب، في عملية إستثمار سياسي كلاً لحساباته السياسية الخاصة .

هذا الإطلاق الجديد لعناصر القاعدة ، وعدم إستهداف قوات الحوثي في مناطق تمركزاته وجعل مناطقه ممرات آمنة ، يقطع بأن هناك مسميات ثلاثة للإصلاح والحوثي والقاعدة ، في ما يبقى الجامع بينهم خيط الإرهاب الواحد.

تنسيق العنف متعدد الرؤوس يؤكد :
جميعهم إرهابيون بعناوين مختلفة.