أخبار وتقارير

الثلاثاء - 10 مايو 2022 - الساعة 01:44 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص

أثارت القيادية في حزب الإصلاح الجناح السياسي لجماعة الإخوان في اليمن توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام ، جدلا واسعا في اليمن خلال الساعات القليلة الماضية، جراء اطلاقها 3 فتاوى دينية جديدة و نصيحة.

خاضت كرمان وبصورة علنية معركة جديدة مع المجتمع اليمني الذي يعد أحد أكبر المجتمعات المحافظة في المنطقة، ومست أمور دينية يراها الكثيرون أنها تنافي العقيدة وتخالف نصوص القران الكريم والاحاديث النبوية المتناقلة عن أئمة وشيوخ ومرجعيات دينية متعارفة.

تطرقت كرمان هذه المرة إلى لباس المرأة المسلمة، وأصدرت ثلاث فتاوى جديدة، تبيح للنساء عدم ارتداء الجلابيب والخمر والأنقبة، كما أباحت للمرأة الكافرة عند اعتناقها الاسلام بعدم ضرورة تغيير اسمها، فضلا عن اباحتها للمرأة المعتنقة للاسلام حديثا بعدم مفارقة زوجها بحجة اختلاف الاديان، بالاضافة مهاجمتها الصريحة لشيوخ وأئمة دول الخليج.

وجاء في منشور توكل كرمان :

للتو تعرفت على أمريكية من أصل كولومبي، أخبرتني أنها أسلمت قبل شهرين. بقدر ما سرني إسلامها سرتني محافظتها على شكلها دون نقاب ودون جلباب، كسائر الأمريكيات.

أعطيتها نصيحة وثلاث فتاوى؛ أما الفتاوى فهي:

1- لا تغيري اسمك، ليس شرطا أن تختاري اسما عربيا، فهذا ليس جزءا من الاسلام.

2- لا تغيري لباسك، هناك متسع لإسلام بدون جلباب وبدون نقاب، لإسلام دون أزياء عرب الصحراء، هذه الأمور ليست جزءا من الدين ولكل مجتمع أزياؤه، ليس شرطا أن ترتدي أزياء المسلمات في شرعب والعدين وأنت تجوبين شوارع نيويورك !!

3- لا تفارقي زوجك بحجة اختلاف دينكما، لست ملزمة بتدمير عائلتك والنكث بعهد الزواج المقدس، ما كان الله ليأمرك بذلك، فلا تصدقي أحدا يزعم غير هذا.

أما النصيحة:
فلا تأخذي الدين من فتاوى العرب وخاصة عرب الخليج، فهؤلاء إنما ينقلون ثقافتهم المتخلفة وانحطاطهم الحضاري ويصدرونه في قوالب من الفتاوى الدينية، كل حديثهم عن المرأة هو تعبير عن قناعة وعادات وتقاليد أبي لهب وقومه، لا دين ابن أخيه، ولا علاقة لها بتعاليم دين الله ومقاصده.

قبل هذا بأيام تكررت معي نفس القصة، أخبرتني إحداهن أنها أسلمت قبل ستة أشهر، كانت محتفظة بلباسها، كأختنا الكولومبية، وشعرت بسرور بالغ.

الحقيقة أنني أشعر أن الإسلام في خطر وأن لا مستقبل له في عالم اليوم، كلما رأيت مسلمة ترتدي نقابا وجلبابا أسودا في الغرب.

صحيح أن ذلك حق شخصي وأن منعها يعد انتهاكا لحريتها الشخصية،

لكن ذلك لايمنع من القول إنها استخدمت حقها الشخصي في الإساءة البالغة لديننا القويم، وهي تحسب أنها تحسن صنعا، حين قدمته بصورة بالغة التخلف والرداءة.

أن تفعل ذلك بديننا وأمتنا فهذا أيضا حق وحرية شخصية، نحن في بلاد الحرية، وأنا أدافع بشراسة عن حقهن هذا، لذلك أرجو أن لايكون مفهوما أنني أدعو إلى سلبها حريتها الشخصية تلك.

أخيرا، تخيلوا لو أن صديقتيّ الأمريكتين نظرتا إلى هذه الصورة المرفقة بهذا المنشور، مع ترجمة لما تم تداوله من قذف لصاحبتها واتهامها بالعهر، ونسف الدين والقيم، من قبل دعاة الدين والغيورين عليه جدا في اليمن!! ماسيكون موقفهما، وما الدين الجديد الذي ستختارانه !!

وكيف سأشرح لهما أن القذف الذي يستمرؤه المدافعون عن الدين والأوصياء عليه -بكل هذه الخفة- يعد كبيرة في ديننا، خطيئة لايساويها شيء، شن الله على مرتكبيها حربا لا هوادة فيها، أصحابها ملعونون في الدنيا والآخرة، ونزعت عنهم صفتهم الاعتبارية، فلا تقبل لهم شهادة أبدا، ولا يؤخذ منهم قول، ولا يعتد لهم برأي، وفضلا عن ذلك يستحقون الجلد كعقاب جسدي!

عزيزتي إذا سألت هؤلاء "المتجرئين على الفتيا" والمعتاشين عليها، عن سر هذا التناقض الرهيب فسيرددون عليك قولهم المعتاد: سلوك المسلمين ليس حجة على الإسلام، ، نعم هم كذلك، ليسوا حجة على الإسلام. لذا، دعي هؤلاء في غيهم يعمهون، ولاتطلبي منهم فتوى ولاتسمعي لهم رأيا، "استفتِ قلبك وخذي ما اطمأنت إليه نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك.

وأثار ذلك المنشور سخط الكثيرين على فيسبوك، معتبرين أن ذلك تعد سافر وصارخ على الدين الاسلامي، والشريعة والعقيدة الدينية المتوارثة، والنصوص القرانية والاحاديث النبوية وتفسيرات شيوخ اجلاء، فضلا عن هجوم عنيف تلقته كرمان من بعض المعلقين الذين وصفوها بالخروج عن الدين والملة لترويج أفكار ومعتقدات علمانية جديدة تتناسب مع توجهها وتلبي طموحات ممولوها.

بالمقابل هناك من أعجب بذلك المنشور وشاطر كرمان الموافقة والثناء، معتبرين أنها فتاوى تتماشى مع الدين ولا تمس الشريعة والتعاليم الاسلامية، ويستدل كلا الفريقين المنقسمين بحجج وآيات كريمة، إلا أن تعليقات الفريق الغاضب والرافض لتلك الفتاوى كان طاغ على المنشور.