أخبار وتقارير

السبت - 13 يناير 2024 - الساعة 01:44 ص بتوقيت اليمن ،،،

كتبه أ. د. عبدالله بن عبدالله عمر


رجاال في ذاكرة التاريخ مواقف وأحداث من حياة الفقيه علي بن أحمد (١).

قراءة في أدعية العلامة الفقيه القاضي علي بن أحمد
إمام مسجد الجامع الكبير وخطيبه بالحوطة
وبيان علمه وفقه وحكمته.
من هو الفقيه علي بن أحمد؟
هو العلامة القاضي الفقيه مفتي الديار اللحجية إمام وخطيب مسجد الجامع الكبير بالحوطة.
هو القاضي المأذون الشرعي في محكمة الحوطة الابتدائية الذي شهد بعلمه وفقهه وحكمته وحسن تدبيره وعدله في القضاء القاصي والداني القريب والبعيد ، هو المأذون الشرعي الذي كان حكيمًا في تصرُّفاته و نزيهًا في معاملاته لا يجري وراء المال، وكان مُهابًا مُعظمًا، محبوبًا، قوي الشخصية لا يخاف في الله لومة لائم.
كنتُ في كل عيد فطر أو أضحی أقصد مسجد الجامع للسلام عليه وتهنئته بالعيد كان رجلًا وقورًا.
سبحان الله كانت شخصيته محط احترام كل فئات المجتمع وتبجيلهم له منحة له من الله - عز وجل- ، وهو أحق بالتبجيل والاحترام وحق عليَّ أن أنشر بعضًا من فضائله وشمائله المحمودة.
يصدق فيه قول الشاعر - حقيقة وواقع -
يغضي حياءً ويُغضی من مهابته
فما يُكلِّم إلا حين يبتسم
للعلامة علي بن أحمد -رحمه الله رحمة واسعة- مواقف نذكر منها حكمته في التزامه دعاء مأثور في خطبة الجمعة يدل علی علمه وفقه وحسن تصرُّفه ما يجعلك تنبهر باختياره هذا الدعاء الطيب الذي يقول فيه:"اللهم انصر من في نصْره نصرَ الإسلام والمسلمين واخذلْ من في خذلانه خذل الإسلام والمسلمين".
هذا الدعاء فيه خير كثير وملخصه أنّك تعلم أنّ الله علام الغيوب وهو يعلم السر وأخفی فتدعوه بعلمه الغيب أن يصلح من في صلاحه صلاح للمسلمين وأن يخذل من في خذلانه خذلان للمسلمين.
لا كما يعمل بعضهم اليوم يدعو علی ولاة الأمور ويلعنهم.
ولو تأملنا هذا الدعاء مليئًا لظهرت لنا فوائد كثيرة نفيسة سنمر علی عددٍ منها:
١- أنّه لم يدعُ علی ولاة الأمور كما يفعل بعضهم اليوم ممن يجهل تبعات هذا الفعل ونتائجه الكارثية، أخطرها تهييج العامة و دفعهم إلی ما لا تُحمد عقباه، فهذا الدعاء لا ضرر فيه ولا ضرار.

٢- تأدبه مع ربِّه -عز وجل -في الدعاء فإنّ الذين يدعون علی ولاة الأمور وكأنّهم يعترضون علی الله -عز وجل- في توليتهم هؤلاء الولاية، فالمعلوم أنّ الله -عز وجل - قد أخبر أنّه ينزع الملك ممن يشاء ويعطي الملك من يشاء. والدعاء علی ولاة الأمور اعتراض علی رب العزة في اختيارهم ولله الحكمة البالغة في ذلك الاختيار.

٣- موافقة دعاء الفقيه علي بن أحمد - رحمه الله - لهدي السلف الذين لا يرون مشروعية الدعاء علی ولاة الأمور - وإن جاروا وحصلت منهم مخالفات فإنّ ما يصلح الله بهم أكثر مما يُفسدون.
فدعاء الفقيه شمل موافقة هدي السلف ومجانبة سلوك أهل الشر وأهل الفتن.

ورحم الله الإمام أحمد بن حنبل الذي جاء عنه أنّه حين طلب أحدهم منه أن يدعو علی إمام الدولة في زمنه ( ولي الأمر) فقال - رحمه الله -:" لو أعلم أنّ لي دعوة مستجابة عند الله لدعوتُ الله للإمام [ ولي أمر المسلمين] وعلل ذلك بقوله:" لأنّ في صلاح الراعي صلاح للرعية".

٤- أنّ الفقيه علي بن أحمد رحمه الله لا يری الدعاء علی ولاة الأمور، بدليل التزامه بهذا الدعاء الطيب المبارك بخلاف من يتشدق اليوم بالسنة وهو يتكلم في ولاة الأمور.
وللعلم والفائدة:
أنّ الدعاء علی ولاة الأمور نوع من الخروج يتعلق باللسان ومن خرج باللسان علی ولاة الأمور فحريٌّ أن يخرج بالسنان أي بالقتال، وقد قال السلف:" من استحل الخروج باللسان استحل الخروج بالسيف".

وعلی الرغم من الأوضاع الكارثية التي تعيشها الأمة جراء التهاون بهذا الأصل المتمثل في عدم تهييج العامة بالدعاء علی ولاة لأمور غير إنّ بعضهم لا زال جاهلًا بما يُفضي إليه هذا التصرُّف المخالف لمنهج السلف - ( الدعاء علی ولاة الأمور )ۥ- من مفاسد وتبعات يتجرّعها المسلمون فوضی وانعدام أمن وأمان وتسلط أهل الشرك والأوثان علی بلاد الإسلام تبدأ بتهييج العوام علی الحكام.
ولو استجاب الله الدعاء فلن يذهب ولاة الأمور إلا بعد سفك الدماء من المسلمين نساء وأطفال وخراب الديار والعمران.
فهل من رجل رشيد فلا حول ولا قوة إلا بالله
رحمك الله رحمةً واسعة ً مفتي ديار لحج العلامة الفقية القاضي إمام مسجد الجامع وخطيبه وما يحلی العيد عندي إلا بسماع تكبيراته من علی المنبر وبالسلام عليه،
والله من وراء القصد
يتبعه الموقف الثاني لاحقًا إن يسر الله