مجتمع مدني

الخميس - 08 يونيو 2023 - الساعة 03:22 م بتوقيت اليمن ،،،

د. عبدالله بن عبدالله عمر



من محاسن السلطنة العبدلية أنّها هيَّئت أرضْا للعلم و للإبداع الأدبي والثقافي، يؤكد ذلك قصة هيثم عوض السعيدي الذي نزل لحج رسولًا من دثينة ليجلب ذري لمعطب (القطن) ثم يعود أدراجه غير إنّ تقدير القمندان لشاعرية الرجل و معرفة القمندان قيمة هيثم ومكانته الأدبية أكسبت هيثم منزلًا وأهل (زوجة)، فأنعم بها من ضيافة وكرم، فبعد أن خاض هيثم عوض مساجلات شعرية مع الأمير القمندان، كانت سببًا ليكون السعيدي هيثم محط احتفاء القمندان وعنايته، فكان ضيفًا كريمًا علی أرض الحوطة واحة العرب التي كانت تسعی في استجلاب المبدعين و تُمنحهم سبل العيش، وتُرغِّب لهم الاستيطان في لحج الخضيرة.
لقد كشفت هذه القصة - ونأمل أن تكون أحداثها صحيحة -عن شخصية القمندان المحبة للمبدعين وإن لم يكونوا من الأمراء. والسلاطين، و تُعطي صورة عن نبل خلقه الذي كان يطرب للإبداع ويُشجِّعه، ظهر ذلك جليًا في إعجاب القمندان بموهبة السعيدي هيثم الشعرية حتی يقال إنّ القمندان قال له: "أنت ماشي لك مخرج من عندنا لك بيت وزواجة وكل شيء"، فقوله:( وكل شيء ) يشمل المواطنة الشريفة مثله مثل أبناء لحج، بل سيكون من جلساء بلاط السلطنة العبدلية.
وفي القصة دلالة علی عدم صحة المقالة المنتشرة عن أبناء لحج (تريد غذاءأوإلا تغذيت و إلا المسجد جنب البيت). فالناس علی دين ملوكهم فكرم القمندان سيقابله كرم من رعيته (أبناء السلطنة)، فاستضافة القمندان لهيثم أكذبت هذه المقالة وأرسلتها أدراج الرياح ومهبها، فأهل لحج أهل كرم وضيافة كانوا ومازلوا كذلك، وأي سلوكيات تخالف ذلك؟!!! فهي دخيلة عليهم ولا تُمثِّل أبناء لحج الخضيرة.
وتأمّل في نسيجها الاجتماعي الذي يتشكل من أطياف متعددة، وتأمّل إلی وقوفهم مع الغرباء وإكرامهم لهم في أكثر من مناسبة..
وكفی بالقمندان وضيافته للسعيدي أنموذجًا.
ولنا كلام عن احتفاء القمندان بقری لحج وترداده أسماء قری في شعره مثل ذكره أهل القريشي وأهل سفيان، والشقعة والكدام.
انتهی المأمول بحمد ربنا الكريم المنان والصلاة والسلام علی سيد الأنام رسول الله عليه الصلاة والسلام.