د. عبدالله بن عبدالله عمر
طرقات المسلمين في عناية الإسلام "لو أنّ بغلة عثرت في أرض العراق، لظننتُ أنّ الله سآلني: لماذا لم تُسوّي لها الطريق يا عمر" القائل الفاروق عمر - رضي الله عنه -
رسالة لمستخدمي الطريق رعاة ورعية،،،،
اعتنی الإسلام بكل ما يُوفِّر للمجتمع المسلم الحياة الآمنة، فسنّ التعاليم والآداب التي تُحقِّق للمسلمين هذه الحياة، ومنها آداب الطريق فقد أمر بالاهتمام بالطريق، وأمر المسلمين بعدم الجلوس علی الطرقات محذرًا لهم من ذلك الفعل، فقال: - عليه الصلاة والسلام- : "إياكم والجلوس علی الطرقات قالوا: يا رسول الله، ما لنا بدٌّ من مجالسنا هذه، فقال: - عليه الصلاة والسلام-: فإن أبيتم إلا الجلوس، فأعطوا الطريق حقه، فقالوا: وما حق الطريق يا رسول الله، فقال: غض البصر وكف الأذی و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" رواه مسلم
ففي الحديث يُحذِّرنا نبينا- عليه الصلاة والسلام- من الجلوس في الطرقات؛ لِمَا يترتب علی الجلوس من مفاسد، غير إنّ الصحابة -رضي الله عنهم- أوضحوا لنبيهم أنّ الجلوس في الطرقات أمر صار لا بد منه، يتحدثون فيه عن أمر حياتهم، فوجّهم بإعطاء الطريق حقه، و المشكلة ليس في الجلوس في الطرقات، فهو أمر مباح، لكن المشكلة في إحداث الأذی في الطريق، و مثلما نهی الإسلام عن الأذی المعنوي نهی عن الأذی المادي، فجعل إماطة الأذی عن الطريق من شعب الإيمان فقال -عليه الصلاة والسلام-:" الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضعة وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذی عن الطريق" أحرجه مسلم.
فمن الحديث السابق يتضح أنّ الإسلام حكم لمن يزيل الأذی عن طريق المسلمين بالإيمان، ومفهوم المخالفة أنّ من وضع الأذی في الطريق فإنّه إيمانه ناقص، ولهذا من الخطأ إغلاق الطرقات بحجة المطالبة بحقوق، فمن يطالب بحق أو دفع مظلمة لا يصلح يرتكب مظالم، فإغلاق الطرقات وإحراق الإطارات عمل مخالف للشرع، و لا مسوغ له.
إنّ الإسلام دين قيم، حبّب إلی إزالة الأذی عن طريق المسلمين، فأثاب المسلم الذي يرفع الأذی عن طريق المسلمين بدخول الجنة فقال: - عليه الصلاة والسلام - : "مر رجل بغصن شجرة علی ظهر طريق، فقال: لأنحينّ هذا عن طريق لا يؤذيهم فأُدخِل الجنة" رواه مسلم.
فكيف بمن يرمي الأحجار والزجاج ويحرق الإطارات بحجج واهية، فإنّ الله سيبتلي من يعمل ذلك ويخالف أمر الشرع.
ويظهر بجلاء عظم الاعتداء علی طرق المسلمين حين يُخبرنا نبينا - عليه الصلاة والسلام - بأنّ المتخلي في طريق المسلمين أي الذي يتبرز أو يبول في طريق الناس، أنّه ملعون، إذ قال: اتقوا اللاعنينِ فذكر منها الذي يتخلی في طريق الناس أو في ظلهم.
ويدخل في ذلك يضع الأذی في الطرق كرمي الزجاج والأحجار ورمي مخلفات البناء، ومن يفتح مياه الصرف الصحي، ومنها من يوقفون سياراتهم و دراجاتهم النارية وسط الطريق غير مكترثين لما تُسببْه هذه الأفعال غير اللائقة بالمسلمين من شر وأذی وضيق؟
وبتأمل ما جاء في السنة من أحاديث صحيحة تحث المسلمين علی المحافظة علی حقوق المسلم في طريقه،
يظهر بجلاء عظمة الإسلام في صيانة الطريق وأمنها ونظافتها..
إنّ الاعتداء علی طرق المسلمين يعد أمرًا غير مقبول، فهو سبب لحصول لعنة الله وغضبه.
وبناء علی ما تقدّم فالواجب علی المسلمين راعي ورعية الاهتمام بالطريق، وعدم رمي الزجاج والأحجار و الامتناع عن رمي مخلفات البناء، و وجوب رفع ما يتخلف من أعمال الحفر في الطريق التي تقوم بها مؤسسات الدولة فورًا، وممن يتسبب في أذی المسلمين في طرقاتهم من يوقفون سياراتهم و دراجاتهم النارية وسط الطريق غير مكترثي نما تُسببْه هذه الأفعال غير اللائقة بالمسلمين من أذی وإزعاج.
فالله الله في العمل بتعاليم الإسلام في كل ما يرتقي بالمجتمع.
هذا هو ديننا القيم العظيم