أكدت أخصائية التغذية زينب غوكجان جاكير، وهي رئيسة قسم الطوارئ في كلية الطب بجامعة أتاتورك، أهمية اتباع نظام غذائي متوازن من أجل قضاء شهر رمضان بصحة جيدة. وقالت الأخصائية التركية إن أقسام الطوارئ في المستشفيات غالبا ما تكون مزدحمة بعد الفطور في شهر رمضان بسبب أخطاء التغذية. وأشارت إلى ضرورة أن ينتبه الفرد لحجم الوجبات ونوعية الطعام في وجبتي الفطور والسحور.
ولفتت إلى أن الإفراط في تناول الكربوهيدرات والسكريات والمشروبات الغازية في الفطور قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، داعية إلى عدم الإفراط في الأكل عموما. كما طالبت أصحاب الأمراض المزمنة وأمراض السكري والضغط باستشارة أطبائهم قبل الصيام. وأوضحت أن أخطاء التغذية هي السبب الأكبر في ازدحام المرضى الوافدين إلى أقسام الطوارئ.
كما أوصى رئيس قسم الصحة العامة بكلية الطب في جامعة تراقيا بولاية أدرنة غرب تركيا غالب أكوكلو، بتناول وجبة خفيفة بين وجبتي الإفطار والسحور والمشي بعد الإفطار. وقال أكوكلو إن الشخص يجب ألا يكتفي بوجبة فطور فقط في أيام رمضان، داعيا إلى تناول طبق من الحساء والتوقف لفترة قصيرة عن الأكل، ومن ثم الانتقال لتناول الطبق الرئيسي، كما نصح بتناول كميات كبيرة من السوائل بين وجبتي الفطور والسحور.
وأضاف أكوكلو أنه يجب تناول وجبة خفيفة بين وجبتي الإفطار والسحور، مؤكدا ضرورة الابتعاد عن المأكولات المقلية بالزيت، وتناول مأكولات مطبوخة بالفرن أو مسلوقة بالماء. كما حذر من مخاطر عدم الحركة بعد تناول وجبة طعام غنية، داعيا إلى ممارسة المشي لنحو 20 دقيقة والقيام بتمارين رياضية بعد الإفطار.
وخلال الشهر الكريم، قد يكون من الصعب ممارسة الرياضة والحفاظ على نمط حياة صحي عندما لا يكون الشخص قادرا على شرب الماء أو تناول الطعام من شروق الشمس إلى غروبها. لكن خبراء اللياقة يقولون إن هناك طرقا يمكن من خلالها الحفاظ على نمط الحياة الطبيعي. وطُلب من ثلاثة مدربين شخصيين ممارسين مشاركة نصائحهم للحفاظ على لياقتهم خلال شهر رمضان.
وقالت صاني ساليك، المدربة الشخصية وسفيرة بيو سينرجي، إن شرب أكبر قدر ممكن من الماء بين الإفطار والسحور يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالجفاف أثناء النهار، خاصة إذا كان الشخص يخطط لممارسة التمارين الرياضية في وقت ما. وأضافت "عادة ما تكون لدي حوالي أربعة أكواب كبيرة من الماء قبل شروق الشمس مباشرة، للتأكد من أني قد شربت الماء الكافي لليوم التالي".
ويختلف الصيام من شخص إلى آخر، لذا فالأمر كله يتعلق بإيجاد وقت التمارين الأفضل له. وتقول ساليك "أنا شخصيا أتدرب في المساء، بعد عدة ساعات على إفطاري، لأن ذلك يعني أنه يمكنني شرب الماء وعدم القلق بشأن الجفاف".
وتقول سعاد غريب، صاحبة خدمة التدريب الشخصي للسيدات فقط، إن القيام بتمارينها الرياضية في وقت مبكر من اليوم يساعدها على الشعور بالنشاط خلال ساعات الظهيرة الصعبة، عندما يبدأ الجوع والإرهاق. "التمارين قبل الإفطار يناسبني، لأنني شخصيا أشعر بأن لدي المزيد من الطاقة إذا كنت أفعل ذلك أول شيء في الصباح".
وتقول ساليك "تغلق معظم الصالات الرياضية في الساعة العاشرة مساء، ولكن إذا انضم الشخص إلى صالة رياضية تعمل على مدار 24 ساعة في شهر رمضان، فهذا يمنحه المرونة لممارسة الرياضة بعد الإفطار أو بين الصلاة، ويمكنه ممارسة الرياضة في المنزل بالطبع، لكني أحب الخروج والعيش في محيط جديد".
وإذا كان الشخص من محبي تمارين الهيت، فمن المغري أن يلتزم بجدوله المعتاد، ولكن يُنصح بالتبديل إلى التدريبات غير المكثفة، مع عدد أقل من التمارين ووقت راحة أكبر.
وتقول غريب "أحب أن آخذ تدريباتي ببطء شديد خلال شهر رمضان، وعادة ما أختار ممارسة تمارين القوة. بهذه الطريقة يمكنني الاستمرار في أيام الجزء العلوي من الجسم، لكنني لا أتدرب بطريقة أتعرق فيها كثيرا وأشعر بالعطش. الأمر بطيء ومنضبط بالنسبة لي، لا يتعلق الأمر بتحطيم أفضل ما لدي".
وتنصح ساليك "بالنسبة إلي، يتضمن ذلك الكثير من الشوفان والمكسرات مع التمر والموز، لأن هذا سيمنح الفرد طاقة بطيئة التحرير طوال اليوم ويبقيه ممتلئا لفترة أطول".
ويحتاج كل نظام تدريبي إلى راحة مضمنة فيه، ولكن عندما تستيقظ مبكرا للصلاة وتخلد إلى النوم متأخرا خلال شهر رمضان، قد يكون من الصعب الحصول على النوم الذي تحتاجه. "القيلولة مهمة جدا للتعافي. عادة ما أعود للنوم بعد صلاة الصبح وأخذ قيلولة صغيرة، ثم أمارس الرياضة في الساعة التاسعة صباحا"، كما تقول ساليك.
وتقول غريب "الأمر كله يتعلق بأن تكون إستراتيجيا. يمكن أن تشعر بالدوار حقا في الأسبوع الأول، لذا احصل على قيلولة طاقة أكثر تواترا خلال اليوم إذا استطعت". وإذا لم تكن لديك الطاقة للقيام بالتمارين لمدة 45 دقيقة، فما عليك سوى التفكير في أي نشاط لطيف يمكنك القيام به.
وتقول نازيا خاتون، مدربة تحويل الجسم، "تمدد ومارس اليوغا واذهب في نزهة، أيا كان نوع الحركة التي ترغب في القيام بها، فقط افعلها. وسيساعد ذلك صحتك العقلية، حيث إن الجلوس طوال اليوم أو النوم يمكن أن يجعلك تشعر بالمزيد من الإرهاق والتعب". وتضيف ساليك "لا أتدرب لأكثر من ساعة، وهو أقل من المعتاد بالنسبة لي، وأنا أبقي تدريباتي سهلة للغاية خلال شهر رمضان".
وشددت خاتون على أن "رمضان ليس الوقت المناسب لاتباع نظام غذائي. فإذا كنت تأكل باعتدال وتأخذ في الاعتبار كميات جيدة من الوجبات، فستجد نفسك تشعر بتحسن في كل يوم من أيام رمضان، ما سيرفع مستويات الطاقة لديك طوال فترة الصيام".
