تصيب آلام الظهر الأطفال أيضا، لاسيما في سن المدرسة، وذلك بسبب الجلوس طويلا سواء في المدرسة أو أمام شاشات التلفزيون أو الكمبيوتر أو أجهزة الألعاب خلال أوقات الفراغ، وفق ما قالته الدكتورة نيكول فيتمان.
وأوضحت أخصائية جراحة عظام الأطفال الألمانية أن قلة الحركة تهدد صحة العمود الفقري لدى الطفل الذي لا يزال في مرحلة النمو، حيث أنها تتسبب في ضعف العضلات وعدم استقرار منطقة الجذع، مما يؤدي إلى الإصابة بالشد العضلي وآلام الظهر.
وقالت الجمعية الألمانية لطب العظام وجراحة الحوادث إن قلة الحركة تعتبر من أهم الأسباب المؤدية إلى آلام الظهر وتشوهات العمود الفقري لدى الأطفال.
ولتجنب هذه المخاطر، شددت الجمعية على ضرورة تقوية العمود الفقري لدى الأطفال من خلال تقوية عضلات البطن والظهر المحيطة به، مشيرة إلى أنه ليس من الضروري أن يمارس الأطفال لهذا الغرض إحدى الرياضات، وإنما يكفي ممارسة بعض الأنشطة الحركية خلال الحياة اليومية لمدة ساعة على الأقل.
ومن أمثلة الأنشطة الحركية صعود الدرج بدلاً من المصعد أو الدرج الكهربائي، وقطع المسافات القصيرة سيراً على الأقدام أو على متن دراجة هوائية بدلاً من السيارة، وتقليل معدلات استخدام الميديا وممارسة الألعاب الحركية، مثل القفز بالحبل، بدلاً من مشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الكمبيوتر.
كما أوصت فيتمان بأن يمارس الأطفال الرياضة والأنشطة الحركية كالمشي وركوب الدراجات الهوائية والسباحة وألعاب الكرة يوميا، لاسيما في الهواء الطلق وفي ضوء النهار، حيث لا يسهم ذلك في حماية الظهر فحسب، بل يحميهم أيضا من الإصابة بقصر النظر.
ويوصي الخبراء بضرورة أن يتمتع الطفل بالحركة والنشاط، عدا ذلك سوف يعانى مبكرا من أضرار الخمول، ولعل أضرار عدم الحركة وانعدام ممارسة الأطفال للرياضة أصبحت نتائجها الخطيرة تظهر على جيل كامل من الأطفال، وفق قولهم.
وأوضح الدكتور باسل محمود أخصائي العلاج الطبيعي أهمية حركة الأطفال وممارستهم للرياضة خاصة المشي، وأهم مخاطر خمول الطفل وانعدام حركته، قائلا “الطفل الصغير لا يختلف عن الكبار، فجسمه وعضلاته تحتاج إلى المرونة والحركة، وصحته تحتاج إلى التدعيم وهو ما توفره الحركة والرياضة دون غيرها”.
وأضاف محمود أن مشي الطفل نصف ساعة يوميا، أو ممارسة الجري والتمارين الخفيفة يساعد على تعزيز مناعته ضد الأمراض.
كما تقي الحركة الطفل من الإصابة بالأمراض المستعصية والمزمنة، وتجنبه ظهور الكرش المنتشر بين الأطفال في الوقت الحالي، وتحميه من السمنة.
ويساعد المشي على ليونة عضلات الطفل ومرونتها وتقوية عظامه. كما يسهل نمو الطفل بشكل طبيعي، فلا يعاني من ضعف نمو أو قصر قامة.
كما يساعد على تمثيل الطعام وامتصاصه بشكل كامل ومثالي، ما يجعل الطفل في صحة ممتازة.
وتمد الرياضة الطفل بالطاقة والنشاط وتجنبه الكسل وتجعله مختلفا ومميزا بين أقرانه.
كما أن المشي لمدة نصف ساعة يوميا يقوي عضلات الطفل ويصبح قويا بين أقرانه وواثقا في نفسه.