أخبار وتقارير

الأحد - 15 يناير 2023 - الساعة 11:20 م بتوقيت اليمن ،،،

د. عيدروس نصر


كان اسمه دائم الحضور على صفحات صحيفة الحارس والثوري و١٤ اوكتوبر وعلى تلفاز وإذاعة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في عدن، كشخصية أمنية معروفة ثم كرئيس اتحاد الشرطة الرياضي .

كما كان كاتبا ممتازاً دائم الظهور على الصحف الصادر في عدن


ليس هذا هو كل اللواء صالح الشعملي بل هناك الكثير والكثير مما يجب قوله عن الرجل، لكنني سأكتفي بالإشارة إلى إنه كان أحد أفراد القطاع الطلابي للجبهة القومية إبان فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني.

لست بصدد كتابة السيرة الذاتية للرجل الذي قضى أكثر ستين عامً في معمعان الحياة النضالية المدنية والأمنية والسياسية والثقافية والإعلامية، ولم ينل من وراء كل هذا أية مصلحة عينية أو معنوية لأنه أصلا ليس مفطوراً على هذا النوع من السلوك أو النزوع لكنني أشير إلى أن اللواء الشعملي تدرج في سلك الشرطة منذ منتصف الستينات حتى وصل إلأى رتبة اللواء المقعد إجباريا، ولم يأخذها هدية من أحد أو مكافأة لمنشور أو تغريدة في مدح الزعيم أو الإشادة بالمنجزات الغائبة.

بعد ١٩٩٤م بقي صالح الشعملي بكل قيمه الأخلاقية وتاريخه ناصع النقاء ومواقفه وثقافته الوطنيتين، بقي في منزله ضمن ما أطلق عليه حينها بـ(حزب خليك بالبيت) أكبر حزب في تاريخ الجنوب واليمن الذي شمل أكثر من نصف مليون نسمة هم كل الكادر القيادي والمتوسط والأدني لدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، كل هذا الكادر الذي بقي "في البيت" باستثناء عدد ذئيل منهم من أجبرته هذه الظروف على النزوح القسري إلى الخارج القريب والبعيد الممتد من الولايات المتحدة وكندا مروربا باوربا الغربية وبلدان أفريقيا والخليج حتى ماليزيا وإندونيزيا والصين، لكن صالح بقي في منزله بصنعاء منتظرا ما تبقى من راتبه الذي تضاءلت قيمته الشرائية إلى ما يقارب الثُمن (برفع الثاء والميم) .

كل هذه الخواطر راودتني عندما شاهدت صورة على وسائل التواصل الاجتماعي للواء صالح الشعملي على سرير الغسيل الكلوي بأحد مستشفيات عدن، وعلمت أنه يجري الغسيل جلستين في الأسبوع.

الفشل الكلوي حالة منتشرة في بلادنا لأسباب عديدة يصعب حصرها، لكن مخاطر الفشل تكمن في غياب وسائل وأدوات الرعاية الكافية لضحاياه في بلد كبلادنا، حيث لو تعطل الجهاز أو توقفت الكهرباء قد تؤدي إلى كارثة بكل معنى الكلمة.

لم أكن أتمنى أن يؤول حال مناضل مثل اللواء صالح الشعملي إلى هذا المآل المؤلم، لكن مثل هذا المآلا في حالة بلادنا له بعدين:

البعد الموضوعي وهو التعرض للإصابة لأسباب مرضية وعضوية خارجة عن إرادة الإنسان،،

والبعد الآخر ويتصل بسياسات التعامل مع المواطنين ومنهم المعارضين على وجه الخصوص، وصالح الشعملي من هذا النوع النبيل الذي يرفض المنكرات بوسائل عديدة أحدها الصمت الغالب.

إنها دعوة أتوجه بها إلى السلطة الشرعية ممثلة بمجلس الرئاسة ومكوناته السياسية وحكومة ما تسمى بـ"المناصفة" إلى منح المناضل الشعملي حقه في الرعاية الصحية التي يحصل عليها الصبية (المناضلين) ممن تاريخهم النضالي يكاد لا يزيد على منشور على فيس بوك او تغريدة على تويتر وفي أحسن الحالات مقابلة مع قناة تلفيزيونية.

لقد أشرت إلى المكونات السياسية لمجلس الرئاسة، وفي هذا السياق لن اعفي الزملاء في المجلس الانتقالي من واجب الإسراع في إنقاذ الرجل إذا ما تمنعت الرئاسة والحكومة (كعادتهما) عن واجبها في إنقاذ هذا المناضل العفيف النضيف.

والتحية وصادق التمنيات بالشفاء العاجل للمناضل اللواء صالح الشعملي حفظه الله من كل مكروه.