أخبار اليمن

الإثنين - 14 نوفمبر 2022 - الساعة 12:23 ص بتوقيت اليمن ،،،

كرم أمان


عادت جريمة اغتيال الصحفية اليمنية رشا الحرازي وجنينها ونجاة زوجها الصحفي محمود العتمي، إلى واجهة المشهد السياسي، الأحد ، من خلال ندوة حقوقية نظمها زملاء الضحايا بالشراكة مع قسم الإعلام في كلية الآداب بمحافظة تعز.

طالب المشاركون في الندوة الحقوقية التي جاءت بمناسبة الذكرى الأولى على جريمة اغتيال الصحفية رشا الحرازي ، الحكومة اليمنية وحلفائها بملاحقة قيادات مليشيات الحوثي المتورطة بالجريمة.


واغتيلت الصحفية اليمنية رشا الحرازي في التاسع من نوفمبر / تشرين الثاني من العام 2021، عبر زرع عبوة ناسفة في أسفل المقعد التي تقعد عليه في سيارة زوجها الصحفي محمود العتمي، في منطقة ساحل أبين بمديرية خورمكسر شرق العاصمة المؤقتة عدن، حيث أسفر تفجير العبوة عن بعد إلى مقتل رشا الحرازي وجنينها الذي كان على وشك الولادة ، بينما أصيب زوجها محمود بجروح خطيرة، نقل على إثرها للعلاج في الخارج.

ناقشت الندوة الحقوقية، المسارات القانونية للقضية دوليا، وتوصيف الجريمة كعمل إرهابي وآليات الضغط لاستكمال التحقيقات، وتناولت المعلومات والدلائل قبل وبعد وقوع الجريمة، منها تعرض الصحفي العتمي لسلسلة تهديدات عبر الهاتف ورسائل عبر واتساب وفيسبوك ارسلت له من قيادات حوثية في الحديدة تحذره بالتوقف عن عمله أو أن حياته وحياة عائلته ستكون هدفا انتقاميا.

كما اتهمت الندوة قيادات حوثية رفيعة على رأسهم مسؤول جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين في الحديدة أبو علاء العميسي ورئيس الاستخبارات العسكرية في المحافظة رياض بلذي، بالتورط بالجريمة بعد مشاركتهم بجمع معلومات شخصية عن الصحفي العتمي بما فيه مقر سكنه، وتحركاته ونوع ورقم سيارته.

وأشارت إلى إن ميليشيا الحوثي لم تكتف بملاحقة العتمي، وأنما عمدت لاختطاف زملائه وشقيقه، وإجبار والده للتوقيع على التنازل عن ابنه محمود، كما لفتت النددوة إلى ارتكاب الحوثي جريمة قتل وتصفية والد رشا الحرازي في مدينة الحوبان شرقي تعز، عقب أشهر من اغتيالها.

وأوصت الندوة بتبني قضية اغتيال الصحفية رشا الحرازي كقضية رأي عام دولي، وأعتبارها أحد الأدلة لملاحقة قيادات مليشيات الحوثي وفقا للقانون الدولي الإنساني، حاثة النائب العام في اليمن لإحالة قضية الصحفية رشا الحرازي للنيابة الجزائية المتخصصة بمكافحة الإرهاب.

كما أوصت الندوة "الحكومة اليمنية وحلفائها بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق لفتح باب التظلمات للموطنين الضحايا الذين طالتهم العمليات الإرهابية أو كانوا أهداف مباشرة كرشا ومحمود، أو غير مباشرة على أن تتولى النيابة الجزائية المتخصصة التحقيق في القضايا بشأن كل حالة فور التقديم، بما يسهم في ردع الإرهابيين وتحصين الأبرياء بما فيهم الصحفيين".


من هي رشا الحرازي؟

وقدم الصحفي محمود العتمي نبدة مختصرة عن زوجته الصحفية الشهيدة، حيث قال في تصريح لإرم نيوز: "هي رشا خالد الحرازي، صحفية ومصورة يمنية، ولدت في العام 1995، وكانت من أوائل الدفعة الثانية إعلام في جامعة الحديدة".

وأضاف: "عملت رشا كمصورة إنسانية لدى عددٍ من الجهات أبرزها منصتي 30 والإذاعة الهولندية، تخرجت أنا وهي من إعلام جامعة في عام 2017 - 2018".

وتابع العتمي: "جمع الحب بيني و رشا أثناء دراستنا الجامعية في الحديدة، وارتبطنا في شهر أبريل 2019، وأنجبنا طفلنا الأول الذي اسميناه "كرم" في عام 2020، وكنا ننتظر بشغف كبير طفلنا الثاني الذي قضى في الحادثة مع والدته".

وأختتم: "انطلقت رشا فور التحاقها في قسم الاعلام للعمل كمصورة صحفية في المجال الإنساني، قبل أن تنتقل لتشييد مشروعها الخاص في تصوير احتفالات التخرج والمناسبات الاجتماعية، كما عملت كمصورة وصحفيه في مشاريع متعلقة بالسلام، لكن تلك السيرة الزاخرة لم تشفع لها أمام الإرهاب الذي قرر استهدافنا".

وأكد العتمي في تصريحه كل ما ورد في أوراق الندوة التي اقيمت، وخاصة تفاصيل ماتعرض له من تهديدات قاسية ومرعبة من قيادات حوثية في الحديدة، وصلت حد إكراه والده بالتوقيع على عريضة تتبرأ من محمود، قبل أن ينفذوا جريمة اغتيال زوجته رشا الحرازي.


من هو الصحفي محمود العتمي؟

هو محمود منصور معروف العتمي، عمره 26 عاما، ولد في مدينة باجل بمحافظة الحديدة، وتخرج من قسم الإعلام في جامعة الحديدة عام 2018/2019 مع زوجته رشا الحرازي.

عمل مراسلا مجتمعيا في إذاعة الحديدة، في وقت مبكر، منذ أن كان طالبا في الإعدادية والثانوية، وشق عهده الإعلامي الجديد كمصور لصالح قناة سكاي نيوز عربية، ثم مصور متعاون مع قناة الحدث العربية، بالإضافة إلى عمله لفترة قصيرة مع موقع العين الإخباري.

بعد الإنقلاب الحوثي في اليمن، وتوسعه إلى محافظة الحديدة في العام 2014، وضعت الميليشيات الحوثية الصحفي محمود في قائمة المستهدفين،وهو ما استدعاه للهرب إلى محافظة تعز، ثم إلى مدينة المخا بالساحل الغربي، وهناك أسس محمود أول فريق إعلامي لمناهضة سياسة العنف للحوثيين، بعد أن يستقر مع زوجته في عدن.