عرب وعالم

الثلاثاء - 08 نوفمبر 2022 - الساعة 06:16 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


في بادرة هي الأولى منذ تأسيسه في العام 1981، يغادر المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون عاصمة المقر تونس، ليحل بالرياض في ضيافة هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية خلال الفترة الممتدة من التاسع وحتى الثاني عشر من نوفمبر الجاري، حيث ستنتظم الدورة الثانية والعشرون بالـتعاون والشراكة بـينها وبين اتحاد إذاعات الدول العربية تحت شعار “الإعلام في عالم يتشكّل”.


وفي يونيو الماضي، تم التمهيد لهذه الدورة باجتماع مشترك في مدينة الحمّامات التونسية، أشرف عليه رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية والرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية محمد بن فهد الحارثي والمدير العام للاتحاد المهندس عبدالرحيم سليمان، حيث تقرر نقل الدورة من تونس إلى الرياض وإعداد برنامج متنوع ومتعدد الفقرات بمشاركة واسعة من هيئات الإذاعات والتلفزيونات العربية الرسمية والخاصة المنخرطة في الاتحاد.

ويهدف المهرجان إلى المساهمة في تطوير الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي ورفع مستواه على النحو الذي يلبّـي تطلعات الهيئات الأعضاء والمبادئ التي تعمل من أجلها، وكذلك رصد الاتجاهات المبتكرة والجادة في الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي وتشجيعها في سبيل تنمية الطاقات الإبداعية العربية في هذا الميدان، ويشارك فيه ممثّلون عن الهيئات الأعضاء في الاتحاد من ذوي الاختصاص في مجالات الإخراج والإنتاج وإعداد البرامج، وممثّلون عن شركات الإنتاج العربية الخاصة ووكالات الأنباء والمحطات الإذاعية والتلفزيونية الأجنبية الناطقة باللغة العربية، وكذلك ممثّلون عن الشبكات الإذاعية والتلفزيونية الخاصة والاتحادات الإذاعية والتلفزيونية العالمية.

وبحسب المكتب الإعلامي للاتحاد، تجري الاستعدادات حثيثة على كافة الأصعدة، وتتوالى الاجتماعات التنسيقية بين الطرفين بتقنية التواصل عن بعد لإحكام الترتيبات الخاصة بهذا الموعد السنوي، الذي يتجدّد فيه لقاء المبدعين والمسؤولين والمهنيين العاملين في القطاع السمعي والبصري، والفاعلين في مجال الصوت والصورة والاتصالات والتكنولوجيات الحديثة. ذلك أنه يتيح لهم فرص تمتين وشائج التعارف والتقارب وتبادل الخبرات في المسائل ذات العلاقة بمشاغلهم واهتماماتهم وانتظاراهم، وتطارح الأفكار وتبادل التجارب في كلّ ما يتّصل بشؤون القطاع وآفاقه. كما أنّ المهرجان يستقطب أعدادا كبيرة من المدعوّين والزائرين، فضلا عن متابعته من قبل جموع غفيرة من المشاهدين والمستمعين، وروّاد شبكات التواصل الاجتماعي.

ويناقش المهرجان أبرز القضايا والتحديات التي يواجهها الإعلام العربي اليوم في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي مهَّدت الطريق لعالم رقمي أكثر ترابطا وتواثقا عن ذي قبل، مستعرضًا ضمن جدول أعماله الطفرة التقنية التي يشهدها القطاع السعودي، وأسهمت في ارتقائه وازدهاره.

وأبرز المدير العام للاتحاد المهندس عبدالرحيم سليمان، أن الفعاليات التي سيقدمها المهرجان ستركز على المسار العلمي بشكل كبير ومكثف؛ حيث يظهر ذلك في نوعية الفعاليات المزمع إقامتها، مثل الندوة الهندسية، وورشات العمل الموضوعاتية، وإطلاق معرض للإنتاجات الإذاعية والتلفزيونية والتجهيزات التكنولوجية، بهدف تنشيط الإنتاج التلفزيوني والإذاعي العربي، والمساعدة على التعريف به وتهيئة الفرصة لتبادل الرأي والخبرة بين العاملين في مجال الإنتاج والتصنيع والترويج والخدمات، والتعريف بآخر المستجدات في المجال التكنولوجي.

وفي إطار المسابقات الإذاعية لهذه الدورة، بلغ عدد الهيئات المشاركة سبعا وعشرين بين أعضاء وغير أعضاء في الاتحاد فيما بلغ مجموع الأعمال المشاركة 128 عملا، تتوزع على أصناف الدراما والأطفال والشباب وذوي الإعاقة، كما تشمل الومضة والبرامج التقنية والبرامج الاقتصادية.

وتشمل مسابقة البرامج الإذاعية الموازية البرامج الثقافية والسياحية والصحية وبرامج الخدمة العامة وومضات التوعية العامة، كما ستسند جوائز التبادلات البرامجية والإخبارية الإذاعية التي تنافست حولها الهيئات الأعضاء في الاتحاد.

وتتنوع أصناف مسابقات الإنتاج التلفزيوني بين الدراما التلفزيونية (المسلسلات الاجتماعية والمسلسلات الكوميدية)، والأخبار التلفزيونية التي تنقسم إلى التقرير الإخباري والبرنامج الحواري، والبرامج التلفزيونية التي تتضمن البرنامج التلفزيوني أو الفيلم الوثائقي الخاص بالقضية الفلسطينية والأفلام والبرامج الوثائقية العامة وبرامج المنوعات والسهرات الفنية وبرامج الأطفال.

وفي مسابقات التلفزيون الخاصة بالدراما والبرامج والأخبار التلفزيونية بين رئيسية وموازية، ستتنافس 15 هيئة منضوية تحت لواء الاتحاد و8 قنوات فضائية خاصة و13 شركة إنتاج فيما بلغ عدد الأعمال المشاركة 115 عملا.

وسيتم تتويج الأعمال الفائزة بجوائز المسابقات التلفزيونية والإذاعية البالغ عددها أكثر من ستين جائزة ما بين ذهبية وفضية، منها 32 جائزة في المسابقات الرئيسية والمسابقات الموازية في مجال التلفزيون، و32 جائزة في قطاع الإذاعة منها 28 جائزة لمسار المسابقات الرئيسية في حين بلغت جوائز التبادل أربع جوائز نصفها ذهبية والآخر فضية.

وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي ورئيس اللجنة المشرفة على تنظيم المهرجان محمد بن فهد الحارثي، أن الدورة الثانية والعشرين من المهرجان، والتي تعقد للمرة الأولى خارج بلد المقر تونس منذ أكثر من أربعة عقود، وستستضيفها الرياض استثنائيا، ستتزامن مع إقامة معرض مستقبل الإعلام (فومكس)، في الفترة بين العاشر والثاني عشر من نوفمبر الجاري، والذي تشارك فيه أكثر من 200 مؤسسة من الهيئات الأعضاء والشبكات التلفزيونية والمحطات الإذاعية الخاصة والقنوات الدولية الناطقة بالعربية، وأشهر الشركات العالمية المصنّعة للتجهيزات التقنية، وشركات الإنتاج وتوزيع المحتوى السمعي والبصري، ومزوّدو الخدمات.

وتابع الحارثي أن المعرض يهدف إلى تفعيل وتنشيط الإنتاج الإعلامي بشقيه الإذاعي والتلفزيوني، إضافة إلى خلق بيئة خصبة لتبادل الأفكار والآراء والخبرات المتعلقة بآخر المستجدات على صعيدي التقنية والابتكار، المرتبطين بمجال صناعة الإعلام والمحتوى محليًّا وإقليميًّا وعالميّا، مشيرا إلى أن التسجيل للمشاركة في المعرض شهد إقبالا واسعا من الشركات المتخصصة، حيث فاق العدد حجم الإطار المستهدف للمشاركة، فيما أقرت اللجنة المشرفة على المعرض مشاركة 200 شركة أكملت إجراءات تسجيلها خلال الأيام الأولى من فتح موعد التسجيل، وهو ما يعكس حجم الرغبة من جهات الاهتمام بالمجال الإعلامي والإعلاني والإنتاجي نحو الحضور ضمن هذه التظاهرة الإعلامية العربية الكبرى في عاصمة المستقبل الإعلامي الرياض، والاستفادة من التواجد في السوق السعودية الذي يعد أحد أبرز الأسواق المهتمة بالمجال الإنتاجي بصفة خاصة والإعلامي بصفة عامة.

وأكد الحارثي أن جدول أعمال المهرجان، الذي سيحظى بمشاركة أكثر من ألف إعلامي من جميع أنحاء العالم وممثلين عن أهم المنظمات الإعلامية الدولية، سيتضمن إقامة أكثر من ثلاثين ورشة عمل وجلسة مصاحبة تناقش جميع المواضيع المتعلقة بالإنتاج التلفزيوني والإذاعي، والإعلام الرياضي والنجومية إضافة إلى جلسات تعنى بمشاركة المرأة ودورها في السينما وقضاياها عبر التاريخ، وورش عمل تتمحور حول إنتاج الأفلام والعمل الإعلامي المستقل، وغيرها من المواضيع التي سيناقشها المهرجان على مدار أربعة أيام.

وأما سهرتا الافتتاح والاختتام، فهما حفلان فنيان وموسيقيان كبيران يمثلان اثنتين من أبرز محطات المهرجان، ينقلان عن طريق منظومة اتحاد إذاعات الدول العربية للتبادل الإذاعي والتلفزيوني بواسطة الأقمار الصناعية، والمعروفة باسم “المينوس”، إلى كل الهيئات العربية الأعضاء في الاتحاد.

وسيشهد المهرجان تكريم عدد من نجوم الإذاعة والتلفزيون والفن العربي من بينهم نجوم مصر نادية الجندي ويسرا وسوسن بدر وكريم فهمي وسيد رجب وإلهام شاهين، والإعلامي الرياضي السوري مصطفى الأغا، والفنانة يسرا، بالإضافة إلى السوري عبدالمنعم عمايري، اللبنانية تقلا شمعون، التونسية وجهة الجندوبي، العراقية شذى سالم، الصومالية آمنة عبدوله معو، الجزائري جعفر قاسم، الفلسطيني رشيد مشهراوي، والسعودية مريم الغامدي.

ويرجح المتابعون للشأن الإعلامي، أن تحقق الدورة الجديدة التي ستقام في الرياض نجاحا كبيرا على جميع المستويات بعد أن خصص لها الجانب السعودي إمكانيات مهمة لتوفير كافة متطلبات التميز سواء من حيث كثافة الحضور وضخامة الاستعدادات وفخامة الإعداد والتجهيز وثراء البرنامج العام الذي سيعكس أهمية الإعلام السعودي وقوة تأثيره لاسيما في ظل التحولات التي تعرفها المملكة حاليا على جميع الصعد.