كتابات وآراء


السبت - 28 يناير 2023 - الساعة 10:30 م

كُتب بواسطة : د. عارف محمد الحسني - ارشيف الكاتب



أسبوع السلامة الدوائي الذي أقيم في عدد مكاتب الصحة العامة قبل فترة زمنية قصيرة ، وبعض الجامعات الخاصة جرس إنذار مُبَكِر للتوعية الصحية بخطورة المواد الكيميائية على الصحة العامة ، ولفت انتباه إلى غيرها من المواد الضارة عند تداخلها في دواء أو غذاء ؛ فقد نشتكي من خطر المواد السامة في فاكهة محلية نتناولها مرة أو مرتين في مُوسِمُها ، ولكن هناك خطر أكبر نستهلكه كل ساعة في حياتنا ، ولا غنى لأي كائن يوصف بالحياة من احتياجه الأساسي له وهو ذاك السائل العجيب " الماء هبة الحياة" سواء المقدم كخدمة من مؤسسة نقدر لها هذا الجهد الكبير المُتعاظِم وهي"مؤسسة المياه والصرف الصحي " أو الذي يباع في الأسواق كمنتج من بعض المراكز الخاصة كماء مُحَلى .

أين دور مؤسسات البيئة ، ومكاتب الصحة ، ومؤسسات مُراقبة الجودة في أداء واجب المراقبة ، وتقييم الأداء لها ؛ كلٌ يتحمل دوره عند طرح هذا السؤال "سلامة المنتج" يجب أن نضمن هذه التدخلات ، وثباتها بزيارات دورية لتقييم هذا النشاط ، ووضع الضوابط الحاكِمة لأداء عمل هذه الجهات حتى نُحسِن من أدائِها المُرتبط بسلامة هذا المنتج ، وفي وقت زمني قصير .

نأمل أن يكون لهذا الطرح صداً تهتز له قلوب من ولينا أمرنا لهم لِنَقْلِنا من وضعنا العصيب إلى وضع أفضل لنمتلك قدراً من الأمل بِأن القادم سَيُعْلي من أهمية الفرد المواطن لضمان خدمات ذات جودة عالية توفر له جانب من شروطِ السلامة لتجنب أعراض بعض الأمراض التي تصبح بعد حين كارثة صحية نبحث عن مصادر مسبِباتها "كالفشل الكلوي ؛ والسرطانات، الإسهال المعوي الشديد الناتج عن إصابات بكتيرية أو فطرية" .

لذا يجب أن نتباهى بقيامِنا بمثلِ هذه الأنشطة التي تهدفُ إلى خلقِِ بيئة مُتجاوبة في ما يعرفُ بالسلامةِ الصحية ، والبيئية للمنتج ، وأن نكون حريصون على المواطن ، ولن نتهاون مع أي طرف يخُل بمعادلة السلامة للمجتمع بهدف الجمع الكثير ، والسريع للأرباح على صحة مجتمعاتهم المحلية بوعي أو بدون وعي ـ لذا يجب التحرك متسلحين بهدف تحقيق إنجاز هدف المسير لمحاولات اختراق جدار الصمت العجيب .

أن الظروف القائمة صعبة ، ولا يمكن أن نجعلها حاجزاً لأداء هذه الوظيفة النبيلة لضبط قياسات الجودة ، لتحديد جودة المنتج بحيث لا نسمح بأية تلاعب بصحة مجتمعة ، ويتم المحاسبة بعد النصح بالتعديل بعد وضع الضوابط الحاكمة لعرض المنتج .

هذه المُساعدات النقدية لا تستهدف أحداً ، وإنما هدفها تقييم الأداء بهدف رفع من قيمة المنتج صحياً لمستهلكة بحيث نخلق شراكة مفادها تعديل وضع بوضع جديد بهدف تحسين الأداء لتلبية احتياجات المجتمع بجودة أفضل .

هناك مطالب كثيرة لتحسين الأداء نناشد بها إداراتنا التنفيذية ، ولكن هناك أولويات تفرض علينا طرق بابها لمناقشة تداعياتها ، وطرحها على طاولة الأمر الواقع للحصول على إجابات سريعة بدلاً من مناقشة تداعياتها في المستقبل سلباً عند تجاهل طرحها الآن حتى نُسْقِط ُمن على كواهِلنا بعض الهموم التي يعاني منها مجتمعاتنا المحلية في وقتنا الحاضر بدلاً من ترحيلها ، والتي بمقدورنا تقديم الإرشاد لتحسين أداء الخدمة ، ورفع درجة سلامتها من منطلق الصحة للجميع ، وما منا ما سَمِعَ عن تداعيات استخدام بعض الأدوية ونتائجها الكارثية عنا ببعيد ، حينئذ بادرت موئساتنا الصحية استفاقتها على وقع الكارثة بعد الدمار الكبير لتقوم من غفلتِها العميق ، وما استجد الآن من طرح .

إن خبر المقال ليس حديثاً يُفترى ، وإنما لتعزيز مبدأ الشراكة ، ومساهمة المجتمع في سبيل رفع الوعي البيئي الصحي بجملة من المقترحات لتبادل النقاش من خطأ الطرح أو صوابيته كثقافة مجتمعية لتعزيز الحوار لَّذا المجتمع حول قضايا تواكب حياته اليومية ، وعواقب التغاضي عنها ، وبهدف اتخاذ خطوات جادة ، وعملية لإنشاء آلية جديد للمراقبة حتى نقلل من الخطر المتزايد ، وتجاوز الشراكة المجتمعية في الطرح إلى التنفيذ الجاد في أداء هذه المهمة الوطنية .

لذا يجب ترسيخ فكرة العقاب ، والمحاسبة من قبل الإدارات المٌكلفة بهذا العمل لمن يتهاون بصحة المجتمعات جنباً إلى جنب مع جهود السلطة التنفيذية حتى نُبْقي على سياسة جودة العمل كمنار بترسيخ الجهود المخلصة ، والصادقة لتعزيز الفعل الإيجابي بما يخدم مصلحة الوطن .

لتنفيذ هذه الرؤية يجب تقديم الدعم لتحسين مخرجات المنتج ، وهذا يعد احد أهم أبواب تحسن بيئة العمل عن طريق الالتزام بحضور دورات تعريفية للتطبيق الصحيح لنجاح مشروع الطرح لتحقيق القواسم المشتركة لإنجاح شراكة التعاون ، وردم هوة التباعد في بيئة جغرافية واحدة ؛ لإدارة شؤوننا بالتعاون لا بالتغالب حتى نضمن شروط عمل آمنة وسليمة من تفشي مظاهر العمل العشوائي في الأداء .

كما يمكن التكليف بوضع كاميرات لمراقبة خط سير المنتج حتى تتمكن هذه المؤسسات الرقابية معرفة بجودة المنتج ، وكذا أخذ عينات عشوائية لمعرف اسموزية الماء ، و نِسَّبَ الأملاح الذائبة ، وأنواعها ، وخلوها من المعادن الثقيل ، ونوع الكائنات الدقيقة ، والعوالق الأخرى من نتائج مختبراتها ، كما يجب مراقبة نظافة خزانات البيع بالتجزئة بتنظيفها بشكل دوري من قبل المٌنْتِج الأصلي للمياه حتى يضمن سلامة المُنْتَج للاستهلاك الآدمي ، ووضع علامة تجارية للتمييز كل هذا سيحدث أثر إيجابي لتخفيف الجانب السلبي للعمل .

د. عارف محمد أحمد علي