كتابات وآراء


الأحد - 20 نوفمبر 2022 - الساعة 12:35 ص

كُتب بواسطة : محمد الثريا - ارشيف الكاتب



كيف بدت الجماعة الحوثية اليوم كجماعة محورية تمتلك قدرة عقد التسويات بشكل مباشر مع دولة بحجم السعودية؟

من جماعة أيديولوجية محصورة في نطاق جغرافي محدود جدا الى جماعة مسيطرة تحكم معظم جغرافيا الشمال اليمني ..كيف حدث هذا؟

موضوعيا، وكما يرى ذلك علم النظم غير المتزنة الجديد في تفسيره لمثل تلك الحالات التي تتحول خلالها مجموعات التعصب الصغيرة الى جماعة محورية متصدرة، في ان الامر هذا يكون نتاجا لتوافر ثلاثة عوامل :

ـ أولا : تلعب الصدفة دورا متناميا ⇦ ( ما سمي بثورة 11 فبراير الشبابية ).

ـ ثانيا : تكتسب الضغوط الخارجية وزنا أكبر ⇦ ( مصالح الكبار وتقلبات المنطقة) .

ـ ثالثا : تولد التغذية الإرتجاعية الإيجابية تأثيرات ضخمة تتزايد بشكل مطرد مثل كرة الثلج ⇦ ( وسائل الإعلام وتحديدا تلك التي أظهرت حركة الحوثي كمشروع سياسي ).

ومع أن دور تلك العوامل يحتاج إلى سرد واسع لشرح دالة كل منها على حدة، عدا أن ما أود الإشارة إليه هنا بإختصار شديد !
هو أن ما حدث ويحدث مع الحوثيين ليس سوى إحدى صور تحولات السلطة، والذي غالبا ما تشهده البلدان المضطربة، اي تلك التي يصبح نظامها السياسي غير متزن .

وفي رأيي، أن الجماعة الحوثية أستفادت جيدا من توفر العوامل الثلاثة فتصدرت المشهد وأصبحت بالفعل سلطة نافذة في الشمال، غير ان دوام العامل والعنصر الخارجي هو ما سيلعب دورا كبيرا في إستمرارها فترة أطول على رأس السلطة؛ بمعنى أن العمر السلطوي للجماعة الحوثية يظل مرهونا بمدى ديمومة المصلحة الخارجية المرتبطة ببقاء الجماعة متربعة عرش السلطة والسيطرة بعد أن تكفل العاملان الأخران في بلغوها هذه المستوى من الحضور السياسي .

محمد الثريا