كتابات وآراء


الأحد - 21 أغسطس 2022 - الساعة 10:56 م

كُتب بواسطة : د. طه حسين الروحاني - ارشيف الكاتب



ثانويات الكويت واروى وابن ماجد وعمر المختار وسالم الصباح وهائل سعيد في امانة العاصمة وكبرى المدارس الحكومية في الجمهورية المتصدرة لقوائم الاوائل لعقود اصبحت اليوم خارج حلبة المنافسة، وكذلك اغلب المحافظات،

الخلل واضح ولا يحتاج الى تفسير او شرح، ابتداء من هجرة الكفاءات لهذه المدارس بسبب انقطاع مرتبات المعلمين، وانتهاء بعجز السلطة والوزارة عن التعويض وتأهيل كفاءات جديدة ورفد المدارس الحكومية بها، ناهيك عن انعدام موازنات التشغيل،

وفي استحواذ ثلاث مدارس فقط من اجمالي ٣,٠٠٠ ثانوية واكثر على ٥٠٪؜ من مقاعد اوائل الجمهورية لا يعني الا انحياز القائمين على ادارة الامتحانات الى نماذج الامتحانات التي وضعها المدرسون في تلك المدارس، وكان لطلبتها ذلك العدد،

اولادي جميعا درسوا في مدارس خاصة وادير جامعة خاصة وتحسين خدمات التعليم الخاص يسعدني، لكن الحفاظ على مستوى التعليم الحكومي ايضا يهمني ويشعرني بالامان اكثر، ولن يسرني او اقبل بسقوطه هكذا، او ثمة مواطن شريف،

وما قوائم اوائل الثانوية اليوم وقبلها اوائل الشهادة الاساسية الا ناقوس خطر ينذر بجرف الملايين من ابنائنا الملتحقين بالتعليم الحكومي الى هاوية الجهل دون رجعة، ومؤشر احتكار التعليم والتفوق على ابناء الذوات واصحاب المال،

نعم جميعهم ابنائنا وثروة حقيقية للبلد كانوا هنا او هناك، نهنئهم ونبارك لهم على تفوقهم، لكن ما كنا نتمنى ان يكون صعود التعليم الخاص على حساب التعليم الحكومي الذي ظهر عاجزا عن حجز مقاعد تليق به في قائمة الاوائل،

ما يحدث اليوم من اهمال وانهيار وربما تدمير ممنهج للتعليم الحكومي تتحمل مسؤليته الدولة والسلطة القائمة، ولا يمكن اعفائها من مسؤوليتها الدستورية والقانونية والاخلاقية والتاريخية الكاملة امام الله والشعب والعالم والاجيال القادمة،

د. طه حسين الروحاني