كتابات وآراء


الخميس - 04 أغسطس 2022 - الساعة 11:20 م

كُتب بواسطة : د. طه حسين الروحاني - ارشيف الكاتب



بدأنا بالقلم الرصاص والمساحة والمقشطة وعلبة الالوان، تعرفنا على شكل واسم الحرف والرقم، عدينا الصناديق وجمعنا التفاحات وطرحنا الكرات، شبكنا بين الحروف وكوّنا الكلمات وعوجنا القلم ونزلنا عن السطر، اعدنا كتابة الصفحة خمس مرات وقرأنا الدرس اكثر من عشر مرات،

حفظنا قصار السور الى سورة الضحى في صف اول، وصغار الاحاديث واجمل الاناشيد، تعرفنا على صور الحيوانات والاشجار المثمرة في كتاب العلوم، رسمنا ما نريد في كراسة الرسم وغنينا مع الاستاذ ما يريد، ثم نجحنا الى صف ثاني والصف الثالث دون اختبار، وقضينا سنتين في القراءة والكتابة جنينا ثمارها لاحقا،

كبرنا وكتبنا بالقلم الحبر ولم نعد نكتب في سطر ونترك سطر، والكتابة اصبحت على الوجهين للدفتر، غلفنا الدفاتر والكتب وكتبنا اسم التلميذ والفصل والمادة والسنة في كل دفتر وكتاب دون مساعدة، تعلمنا تسطير الدفتر وكتابة عنوان الدرس والتاريخ ونقشة بسم الله الرحمن الرحيم بين قوسين، وفي نهاية الدفتر كتبنا تم بحمد الله ،

صار معنا جدول حصص ولكل مادة استاذ مستقل ودفاتر وواجبات مستقلة، اشترينا دفتر ابو ثمانين وابو مائة ومجلد وابو جر وقسمنا الدفتر لموضوعين وثلاثة واربعة، وصار معنا علبة هندسة ودفتر هندسة وابو وجه، ومازالت الزمزمية ترافقنا والشنطة اكبر من حجمنا، ولم يتوقف مشوار القراءة والكتابة،

تغيرت اسماء المواد فصارت مادة الدين تربية اسلامية والعربي لغة عربية والحساب رياضيات والرسم فن والالعاب رياضة والمحفوظات نصوص والتسميع والحفظ قرآن وتفسير، وانقسمت كل المواد الى اجزاء ابتداء من الحديث والفقه والسيرة وانتهاء بالتاريخ والجغرافيا والوطنية،

ختمنا جزء عم عن ظهر قلب الى صف ثالث، وجزء تبارك الى صف سادس، وحفظنا جدول الضرب ومعاني الكلمات وخطوات التجربة وتواريخ الاحداث وخرائط الدول والضمائر والاشارة واخوات كان وغيرها، اتعبتنا رياضيات صف رابع ونحو ونصوص خامس وتاريخ وجغرافيا صف سادس في الاغلب، وامتعتنا عقلة الاصبع وابن اليمن وخالد بن الوليد على الاقل،

عرفنا ارقام الجلوس ولجان الامتحانات وموضوع المراقبة وامتحانات نصف السنة واخر السنة والمحصلة الشهرية ومعنى النجاح والرسوب والاكمال والدور الاول والثاني وترتيب الاوائل في صف رابع، وكان صف رابع نقطة فارقة ونقلة نوعية في مرحلتنا الابتدائية بشكل خاص وفي دراستنا بشكل عام، وكانت تضرب به الامثال،

نقشنا ما في السبورة نقش وكتبنا خلف الاستاذ املاء وشرح، ولخصنا الدروس وحلينا الواجبات في البيت وعملنا جداول للمذاكرة ولم تنفذ الى النهاية، واستعنا بسلسلة سلاح التلميذ في بداية ظهورها، وتقدمنا للامتحان الوزاري في غير مدرستنا وكتبوا على الشهادة ناجح ومنقول الى الصف الاول الاعدادي،

د. طه حسين الروحاني