كتابات وآراء


السبت - 30 يوليه 2022 - الساعة 11:11 م

كُتب بواسطة : محمد الثريا - ارشيف الكاتب



ما موقع اليمن اليوم على خارطة المصالح الاميركية بالمنطقة؟

السؤال هذا يبحث معرفة أهمية ملف الصراع اليمني لدى دوائر القرار في البيت الأبيض، وإجابته بالضرورة ستوضح لنا طبيعة التعاطي الاميركي وحدوده المؤثرة تجاه مختلف تطورات الأزمة اليمنية في الوقت الراهن وربما حتى في أوقات سابقة .

لكن قبل ذلك ربما علينا التساؤل أولا حول ماهية دور واشنطن في اليمن عقب إعلان بايدن إيقاف الدعم اللوجستي عن قيادة التحالف والحرب هناك !!

أمس الأول، اصدرت إدارة بايدن إشعارا يقضي بتفعيل حالة الطوارئ في لبنان، وهو إشعار منبثق عن القرار 1559 والذي منح بدوره واشنطن حق التدخل لمواجهة أي تهديد يستهدف أمن لبنان (داخليا أو خارجيا) عبر قرار تنفيذي دفاعي متصل يجيز لها ذلك العمل، ويأتي اشعار الطوارئ السنوي تأكيدا على بقاء خطوة التدخل الأميركي قائمة .

في اليمن ومنذ قدوم بايدن فضلت واشنطن إقتصار التعبير عن دورها هناك عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية دونما تعزيزها ذلك الدور بأي وسيلة تدخل عسكري مفترض وبما يضمن حضورها المعلن كما في لبنان ..!

ورغم تعيينها مبعوثا خاصا لغرض تكريس دورها السياسي باليمن إلا أن إدراة بايدن سرعان ما تخلت عن أهم ورقة ضغط سياسي يمكن إستخدامها في هذا الإطار (ورقة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية)، كما لم تمارس تلك الإدارة حتى اللحظة جهودا ملموسة من قبيل مساعي تطبيق القرار 2216 الخاص بالصراع في اليمن .

ولكن، ألا يشكل الحوثيون تهديدا أمنيا على مصالح أميركا في منطقة الصراع القائم باليمن؟
ثم لماذا لاتوجد إستراتيجية تنفيذية خاصة كما هو الحال في لبنان كي تلجئ إليها واشنطن في مواجهة التهديد الحوثي الذي قد تتعرض له سلطة مجلس القيادة المعترف به من قبل واشنطن وحلفائها اليوم؟

أيضا، ماذا عن تأثير الدور الأميركي في إطار رباعية الأزمة اليمنية الذي ينبغي ان يأتي متسقا كليا مع دور قطبي التحالف؟

وبعيدا عن جميع ما أشرنا اليه بخصوص تناقضات الدور الأميركي في لبنان واليمن سيبدو جليا أن القرارين 1559، 2216 والمدعومين من الأدارات الاميركية لم يشكلا عمليا سوى قنطرة إنتقال واقع البلدين العربيين من سلطة الدولة المعروفة الى سلطات الامر الواقع والتي تمكنت بالفعل من التمدد وفرض هيمنتها اكثر تحت مظلة القرارات الدولية المتعلقة بها، وهو ما جسد حالة التحول الدراماتيكي وكم التناقض المبهم الذي اصبحت عليه ملفات الأزمتين تلك، والذي سيقود بدوره الى إثارة التساؤل مجددا حول حقيقة الدور الاميركي الذي تمت ممارسته طيلة السنوات الماضية، ولازال يمضي بنفس الغموض .

أضع هنا بعضا من تساؤلات الواقع التي نحتاج إلى معرفة إجاباتها أو حتى إثارة النقاش حولها، بدلا من الذهاب خلف المناكفات السياسية والتركيز على قضايا لاقيمة لها على ميزان الصراع الحقيقي .

محمد الثريا