كتابات وآراء


الإثنين - 18 سبتمبر 2023 - الساعة 10:49 م

كُتب بواسطة : احمد السيد عيدروس - ارشيف الكاتب



مشكلة عدن تكمن في حديثي العهد بالمناصب القيادية فهم يسعون لصناعة مجد وتخليد الذات فهم غالباً دون تاريخ نضالي وهذه حقيقة يجب عدم القفز عليها

عدن لم تبحر بعد نحو المستقبل لأنها في الحقيقة موثوقة الرباط في المرفئ المهجور المدمر بفعل الحرب

فلا إعمار لما هدمته الحرب ولا تطوير للبنية التحتية إلا في نطاق محدود
وهذا بسبب مفرزة من الدولة العميقة التي لم ترد يوماً إنتشال عدن من واقعها الصعب
وحتى نكون منصفين فهناك مجهود فردي لبعض قيادات الصف الثاني في السلطة تحاول النهوض بواقع عدن إلا أنها تواجه قمع سياسي وإقتصادي وتكتيف كل الأيدي التي تريد مد يد المساعدة لها

لكن هذا لا يخلي مسؤليتهم أمام المواطن فالمواطن لا يعرف المنطقة الرمادية ولا يقبل التبريرات فإما تكون معه يا حضرة المسؤل أو تكون ضده هكذا هي التجربة الشعبية


من المشاكل الإنسانية التي لا تصل إلى مكتب القيادة هي أن سكان المناطق الشعبية ممنوعين من ترميم منازلهم أو بناء إضافات فيها وفي حالة حدوث كارثة طبيعية كالتي حدثت في المغرب أو ليبيا فأن السلطات هي المسؤل الأول عن المأساة التي ستحدث فهي تمنع الترميم وتمنع صرف تراخيص بناء

عدن لها خصوصية ويجب مراعاتها فهي ليست تكتكلات قبلية أو كنتونات حزبية عدن هي فضاء واسع تملأه المدنية فأسلوب مطاردة العصابات والأبتزاز القهري للمواطن في حالة أرتكابه مخالفة بسيطة كانت السلطة هي من دفعته إليها بعجرفتها وعدم درايتها بالعمق الجغرافي والديمغرافي للمدينة
هذا الأسلوب الحاد في ممارسة قوة السلطة يساهم في زيادة النفور المجتمعي من هذه السلطات ويصفها بأنها سلطات جبايات أكثر من كونها سلطات وطنية

فلم يحدث في أي بلد في العالم أن تتوقف وزارة الإسكان عن صرف أراضي للمواطنين فهي في ذات الوقت بهذا الإجراء تدفعهم نحو البناء الشعبي الغير قانوني
وحين يتجه المواطن نحو البناء في الأحياء الشعبية يتم منعه و يتم أعاقة أي ترميم للمنازل في هذه الأحياء الشعبية أو الأضافة فيها