كتابات وآراء


الخميس - 25 مايو 2023 - الساعة 10:52 م

كُتب بواسطة : د. عارف محمد الحسني - ارشيف الكاتب



الوحدة كلمة وصفية لشيء آخر محدد ؛ ليس لها علاقة بالإشكاليات السياسية التي أحدثها السياسيين ومدلولاتها الفلسفية الخاصة بهم باعتبارها شيء مقدس ، فالوحدة ككلمة لا تحمل وزر معناها لا سلبا ولا إيجاباً ، مثلها مثل لفظة كلمة سيارة هل هي المسئولة عن ظواهر الحوادث المروعة المميتة التي نشاهدها ـ الإجابة الذي يجمعُ عليها الناس هي "لا" ولكن قائدها هو المسئول المباشر عن هلاك الأنفس وتدمير مقدرات الطريق ؛ هذا التوضيح ينطبق على ما سبقها لكلمة الوحدة .

حتى لو افترضنا أن السائق كان أكثر وعياً ورجاحة عقل ، ولكن ما يصطحب معه من أصحاب لمرحلة تاريخية ساروا معه في الطريق هم من يدفعون سائقها إلى التهور بأنه هو المالك الوحيد ، فينصحوه لا تضع اعتبار لأي أحد في الطريق هكذا يحكي التاريخ ، ثم إلى نار جهنم وبأس المصير .

بكلامنا هذا لا يمكن أن نخالف به تأكيد المؤكد ، وتحديد مستقبل شعب الجنوب بتجريب زعيم جديد لقيادة عجلة الوحدة بتغريدات مِن مَن كانوا ركاب أساسيين مع سائق عربة الوحدة القديم تطالبنا الإسهام بفعالية في تجريب سائق جديد ، وهم كانوا من ركابها السابقين لديهم خبرة بمطيات الطريق تحظى به كإرث لا يمكن التنازل عنه ، حتى وإن هلك منا المزيد ، تريد منا المصادقة ليرسموا لنا مستقبل شعب الجنوب من جديد ؛ هم من علمونا الأحاديث الصحيحة عندما كنا في غفلة عن ديننا الحنيف " لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين" ، وحديث المنافق وصفاته" إذا حدَّث كذب ، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".

ولكن ظهر العكس مشايخ ورجال مقاومة ورجال سياسة ومحللين سياسيين تُمجد أن نلدغ من جحر مرتين ، عروض الإعلان أصبح بسعر أقل حتى من سعر الجملة ، أصبحت فكرة الوحدة تتملكهم بليل أو نهار وحتى وقت قيلولة ، حاضرة في مفردات خطبهم شبيهة بطرح الماضي لإثبات صلاحيتها معنا مرة أخرى ؛ بعد أن أصبحت منشأة الوحدة فاقدة لأهلية التطبيب من كثرة الجروح التي أصابت الشريك ، فامتلكنا صناعة وحدة من نوع جديد هي وحدة شعب الجنوب ، لأننا كنا نوسم بصفة عدم توحدنا كجنوبيين من قبل نخبكم العديد .

بصماتهم ما زالت مُعلِمة من تاريخ قديم لثلاثة عقود ويزيد ، يريدوا أيضاً أن تُعَلِم في مستقبل الجيل الجديد ، فظهر جيل جديد منهم بإرث سابق قديم ليتحفونا بأن أجدادهم ، وآبائهم ، وزعمائهم هم المسئولون عن هذا الخراب المبين ، وليست الوحدة بعرض آخر جديد بدعوى رص الصفوف ليزاحمونا بعد ذلك في الأراضي ، والطريق ، وينعتونا عند مخالفتهم بمسمى جديد .

عزلة الوطن الكبير في نفوسنا صنعت من سائق سيارة الوحدة القديم ومساعدوه من نخب وطنكم الكثير ؛ أين الحكمة في ذاك الزمن الجميل ،والتي تظهروها لنا اليوم مخلوطة بحسرات الناصح الأمين ، بعد أن تملكتموها كسيارة بمقاعد كثير منكم من كان بجوار السائق الهُمام ، ومنكم من كان في الخلف ليقدم الدعم والوعيد لمن يعارض الزعيم ، ومنكم كان في مؤخرة السيارة ، ولكن كان يقول تمام يا أفندم سير بنا إلى الأمام لنسحق شعب شيوعي ليس له ملة في الإسلام .

فأصبح إرساء أحاسيس السلام بعد أن فقدت من زمان في قلوب السواد الأعظم من شعب الجنوب ، وأخذت الرقم القياسي من أعداد ساكنيه تنتظر التخلص ما علق بها من درنها بالماء والطلح كخامات أساسية يحث ديننا الإسلامي على استخدامها لأنها أدعى من الماء ، والصابون كاستخدام جديد .

مفاوضات قادمة تأمل منها هي تحقيق لما تقول ، ولكن هي خارجة من متحف قديم غطت تماثيلها خيوط العنكبوت لتدل على أنها حارس قديم غير مؤهل لإدارة دولة جديدة تشبه ما تقول في خطبهم الكثير بعد أن أمضت حياتها تجمع في مصالحها العديد من سائق كان يوصف من قبلها بالودود حين كان لا يعاقب إلا بنثر المصالح في الطريق ، فهادنت سائقها القديم ، لنستدل أنها كانت تعمل عنده كنحات ماهر لصورة الموحد العظيم فاتح الأرض والديار، ولكن بصورة شخص وحيد بعد أن استبعدت صورة البيض الشريك ، وبما يريد الموحد العظيم القديم بنمط إداري واقتصادي واجتماعي وسياسي فريد بحقيقة الوحدة أو الموت لمن يعارض الزعيم حتى من كاتب بسيط أو عسكري مُبعد براتب حقير تمرد في قارعة الطريق لتأخر راتبه البسيط ، فلم تُنتقد أعماله من زبانيته الوفير من شمالي أو جنوبي لبيب كان متخمر من شراب الشعير أنأمل من هكذا فرد أن ينصف شعبٌ كان خلفه قائده يسير ثم هرب منه كالبعير عندما فقد المسكن ، والحرير فأصبح ناصحاً لنا مثلهم كببغاء ، توحدوا بعد أن أصبح في قفص الوزير .

حياتنا أصبحت محاصرة بكذبة تشبه قولهم الجديد كحب سادي يحب الدماء ، وعناق حتى كسر الضلوع يريدوا به اختراق رفضنا بمعسول الكلام بعد أن فقدوا سلطة القوة بهزيمة الخروج ، وتمزق شِباك مرماها فلم يستطيع أن يحجز كرات الاغتراب الذي تعرضوا له من شعب الجنوب .

فأصبح التلاعب بالكلام محاولة الحفاظ على ما أصابهم من صفار الانفصال ، لا علاج له إلا شرب ماء الحديد لتصنع لهم دماء أخرى جديد لينالوا استقلالهم من سيد جديد أستخدم السلاسل والحبال ودق وتد عميق لمن أراد أن يعيش مستعبداً لسيد أظهر السلطة والنفوذ فأمتلك عرين جده القديم ، فأهمد دبيب أقدامهم من أرض سيدهم القديم ، فهربوا إلى أرض بعيد فتناولت أيديهم السلاح ثم رموا به إلى بعيد بعد أن يئسوا من الرجوع حتى كالعبيد كرق للعهد الجديد ، فاستسهلوا الشكوى بالحديث عن جنوب عربي جديد أراد أن يغادر ملعب العبيد هرباً من وحدة العبيد في نهاية شهر صوم كريم شبيه بنصر رسول كريم ؛ إذاً لماذا تدينوا زئير الأسود بعد أن تحررت من قيود سجان جديد رغم خسارة الفهود ، ولكن هناك بطون مازالت تنجبُ الأسود بأعداد كثير فتأكل الضباع فلن تجود بأكل لحم السباع ، وأن ماتت لحماية العرين .

الاستثمار في مفردات تمجيد الوحدة العديد عبر شاشات المسطحات بماركاتها الجديد أصبحت كدواء فقد فاعلية العلاج من كثرة استخدامه الكثير في كل منعطف جديد فلا تفيد هذه العبارات في شفاء أمراض الوحدة العديد بعد أن أصاب أحد أطرافها أعراض الشيخوخة العديد من آلامها منذ ثلاثة عقود وثلاث سنوات عضال .

ركائز الوحدة التي تشاركنا في صنعها في احد أيام الزمان قد تم تكسير قوائمها العديد من رجالكم العديد اللذين يعدان احد أهم مقومات بقائها ، فأصبحنا لا علاقة لنا بمسمى جديد أسمه الضم والإلحاق بعد نصركم المبين ، فأصبح هذا مسمى جديد فأظهرت مخاطرها العديد دون محتوى جديد بمزيد من الوصايا استبيحوا أرض العبيد تيمناً لإعادة إرث آبائكم المجيد .

لذا يجب منا مواجهة هذا الاستخدام الضار لتغريدات أحبارهم كتجار يحملون منافعهم على كل سطح جديد عسى أن تنبت حروف كلماتهم ، وتعيد لهم بعض من أمجاد افتقدوها في الزمن الجديد .

د. عارف محمد أحمد علي