عرب وعالم

الجمعة - 11 أبريل 2025 - الساعة 06:51 م بتوقيت اليمن ،،،

سمير داود حنوش


كثُر الحديث هذه الأيام عن حكومة طوارئ وإمكانية تأجيل الانتخابات البرلمانية في العراق بسبب الظروف الإقليمية واحتمالية انزلاق العراق في الصراع الدائر بين الولايات المتحدة وإيران،

لكن تحديد مجلس الوزراء يوم الحادي عشر من نوفمبر 2025 موعداً لإجراء الانتخابات التشريعية بدد تلك المخاوف خصوصاً بعد إصرار رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بضرورة إجراء الانتخابات في موعدها وعدم السماح لأيّ جهة بتأجيلها أو تمديد عمل حكومة محمد شياع السوداني.

ليس المالكي الوحيد الذي طالب بتحديد موعد الانتخابات، بل شاركه في ذلك القرار الكثير من زعامات الإطار التنسيقي في خطوة استباقية لمنع حكومة السوداني من التمدد في العمر الزمني بعملها.

يُعتقد أن تحديد موعد الانتخابات الذي أُقر جاء بضغوط سياسية على السوداني الذي كانت فرصة التمديد ستوفر له إمكانية تثبيت أركان سلطته وتزيد من نفوذه السياسي،

لكن حجة الإطار التنسيقي كانت جاهزة وهي الخوف من أن يقع العراق في فراغ دستوري تستغله بعض الأطراف الخارجية في إحداث تغيير في النظام السياسي العراقي.

رافق ذلك السيناريو إمكانية تشكيل حكومة طوارئ يديرها السوداني بسبب الظروف الراهنة التي قد تعيق إجراء الانتخابات في موعدها أو محاولات ضرب الاستقرار الداخلي بسبب ما تمر به الدول المحيطة بالعراق.

يبدو أن إيران كان لها رأي أو رغبة لتأجيل تلك الانتخابات إلى حين اتضاح إستراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه ترسانتها النووية، وكيف ستغدو العلاقة المستقبلية بين واشنطن وطهران.

فكرة تأجيل الانتخابات كانت ستلاقي ترحيباً من قبل زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر كمبادرة تهدف إلى إعطائه مهلة كافية لحسم موقفه من المشاركة أو المقاطعة، إضافة إلى مراقبة تطورات المشهد الإقليمي وتوازنات القوى في المنطقة،

وقد يكون أكبر المستفيدين من تأجيل الانتخابات هو رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي أيقن أن الإطار التنسيقي لن يمنحه ولاية ثانية لرئاسة الوزراء بسبب الصراع الذي بات يتصاعد بينه وبين قوى الإطار التنسيقي وفي مقدمتهم نوري المالكي.

لا يوجد في الدستور العراقي ما يسمّى “حكومة طوارئ” حسب اعتقاد بعض القانونيين، بل حالة طوارئ ويكون ذلك من اختصاص مجلس النواب العراقي.

حكومة طوارئ سمعناها من مقربين في دائرة صنع القرار السياسي بحكومة السوداني، ربما هي محاولات لجس نبض القيادات السياسية ومن بعدهم الشارع العراقي من فكرة تقبل السيناريو، لكن تصريح المالكي بأن العراق مُقبل على التقسيم فيما إذا طُبّق هذا السيناريو جعل الفكرة توحي بأن وراء السيناريو تهديدا بفوضى وإرباكا في العملية السياسية قد يطيح بالنظام السياسي.

هل يستطيع العراق إجراء انتخاباته التشريعية في موعدها الذي أقره مجلس الوزراء في ظل تداعيات تهديد أمنه الوطني واستقراره السياسي وهو الذي بات اليوم الأقرب في الصراع الأميركي – الإيراني من خلال استعمال أراضيه لأيّ عملية عسكرية أميركية ضد إيران،

فقاعدة عين الأسد في صحراء الأنبار لازالت تستقبل الحشود والمعدات العسكرية وطائرات لشحن الأسلحة في انتظار ما ستؤول إليه مباحثات الجانب الأميركي مع طهران في سلطنة عُمان، وهو ما يخشاه المواطن العراقي بأن ينقاد إلى حرب قد تحرق الأخضر واليابس في بلاده.

صحيفة العرب اللندنية