منوعات

الخميس - 18 يناير 2024 - الساعة 02:04 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


هناك الكثير من الناس يقرأ كلمتي أكمل وأتم، دون أن يعرف الفرق بينهما وبين المعنى الحقيقي لكل كلمة منهما، فكلمة أكملت لها معنى مغاير لكلمة أتممت، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك الفرق في القرآن الكريم.

نتعرف من خلال هذه السطور على الفرق بين كلمتي (أكملت) و (أتممت) ومعانيهما في القرآن الكريم كالتالي:

يقول الله تعالى : ( اليوم أكملتُ لكُم دينكُم وأتْممتُ عليكُم نعمتي ) .

- أولا ( أكملت ) أكمل الأمْـر َ: أي أنهاهُ على مـراحل مُتقطّعة ، بينها فواصل زمنيّة .

فالذي عندهُ أيّام إفطار في رمضان وعليه صيامها فيما بعد ، لديه فرصة 11 شـهراً لقضائها ، ولو على فترات متقطّعة ، لذلك قال تعالى : ( ولتُكْـملوا الـعِدّة ).

- ثانيا ( أتممت ) أما أتـمّ الأمـر : يجب أنْ لا ينقطع العمل حتّى ينتهي .

فلا يجوز مثلاً : الإفطار أثناء النهار في صيام رمضان ، ولو لفترة قصيرة جدّاً . لذلك يقول الله تعالى : ( ثُمّ أتِمّـوا الصـيام إلى الليل ) ولم يقل ( أكملوا )

وكذلك لا يجوز للإنسان أن يتحلّل مِنَ الإحرام في الحجّ حتى ينتهي من شعائره . لذلك يقول الله تعالى : ( وأتمّوا الحجّ والعُمرة للّـه ) وليس أكملوا الحج ّ.

فلماذا الدين ( اُكْمل )؟ بينما النعمة ( أُتِمّت ) ؟

لأنَّ الدين نزل على فتراتٍ متقطّعة على مدى 23 عاماً ، ولكن المُلفت والجميل أن نعمة الله لم تنقطع أبدا ، فقال تعالى : ( وأتممتُ عليكُم نعمتي ) فـنِعْمـةُ اللّه لمْ تَنقطع ، ولا حتى ثانية واحدة على هذه الامة

ماذا تعرف عن واو الثمانية؟

لماذا في سورة الزمر جاء قول الله تعالى في حق الكفار بصيغة (حتى اذا جاءوها فتحت أبوابها ) بدون واو،
وفي حق المؤمنيين جاءت بواو، قال تعالى:(حتى إذا جاءوهاوفتحت أبوابها) ؟!

​ْواو الثمانية​

كم في كتاب الله من لمحات بلاغية أبهرت الباحثين والمشتغلين بالفصحى وآدابها.. ومن هذا ما أطلق عليه "واو الثمانية" وهذه وقفة بيانية جميلة مع:

واو الثمانية دقه متناهية لنعلم أن القرآن لوكان صنع بشري لما كان بهذه الدقه التي يتحدى بها كل مشكك .
(ولو كان من عند غيرالله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)

سميت واو الثمانية بهذا الاسم لأنها تأتي بعد ذكر سبعة أشياء مذكورة على نسق واحد من غير عطف ثم يؤتى بالثامن مقرونا بالواو .. تقول: محمد عالم ، فاهم ، راسخ ، تقي ، نقي ، زكي ، ورع ، وزاهد..

وهو أسلوب عربي، ومن أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى : "التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر .."

فقد ذكر سبعة أوصاف ، ثم ذكر الثامن بالواو ..

ومنه قوله تعالى : " عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا".

ملاحظة أخرى:

اقتران الواو بلفظ (ثمانية) دون غيرها، مثل قوله تعالى: "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم "

لم يعطف بالواو في "رابعهم" ولا في "سادسهم" بل عطف بها في "ثامنهم"'

ومن ذلك قوله تعالى: " سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام "

وأعجب من ذلك ما جاء في قوله تعالى: " حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها " في بيان حال الكفار في دخول النار.. بينما قال تعالى عن دخول أبواب الجنة "حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها ".

لاحظ إضافة حرف الواو هنا

فالأولى لم تقترن بالواو ومعلوم ان ابواب النار سبعة ، أما في الثانية اقترنت بالواو لأن أبواب الجنة ثمانية .