أخبار وتقارير

السبت - 25 فبراير 2023 - الساعة 02:38 ص بتوقيت اليمن ،،،

محمد الثريا


مطالبة المجتمع الدولي الحوثيين وقف هجماتهم والاستجابة لدعوات السلام كانت وحدها كافية لمنحهم صفة الطرف الأقوى بالمعادلة أمام الرأي العام الخارجي، وهذا شكل نصف المسافة المراد قطعها سياسيا بالنسبة لقيادات الجماعة قبيل الجلوس على طاولة المفاوضات .

هذا تحديدا ما ظلت الشرعية اليمنية تجنيه من ضعف أدائها على الأرض، واستمرار غيابها عن حوارات مسقط، وهو ما يحاول اليوم بعض مسؤولي الشرعية عبثا التقليل منه أثناء السؤال حول تجاوز المجتمع الدولي لطرف الشرعية وسبب عقده لقاءات اتفاق السلام مع طرف الحوثيين بصورة مباشرة .


وفي هذا الصدد استغرب تصريحات أحد قيادات الشرعية قبل يومين وعدم أكتراثه لذلك الامر، حين علق على غياب الشرعية عن حوارات عمان : بأنهم فقط تركوا الفرصة للاقليم كي يصل الى ذات القناعة بأن الحوثي لن يجنح للسلام .

المسكين لازال يجهل أن تلك الحوارات والمطالبات الدولية تحمل بعدا مهما يتخطى إتفاق الهدنة ولأجل ذلك ظل الحوثيون يفضلون طريق المناورات وتحقيق المكاسب السياسية بغية إستثمارها على طاولة الحل الشامل بدلا من الاستعجال في التوقيع على إتفاق سلام مرحلي ذي مكاسب محدودة ومعروفة، أو حتى لم يتم الاتفاق من أساسه .

مع الأسف، أن هذا مايحدث بالفعل؛ وتتماهى مواقف الجميع في إستمراره واقعا دون أي محاولة لتغيير الصورة أو حتى لتبرير لامنطقية الوضع القائم .

-------------------------

لايعني بالمطلق أن التحركات النشطة التي يبديها قطبا التحالف مؤخرا وحدها من سيحدد مسار الصراع باليمن، فهناك لازالت القوتان الرابضتان اميركا وبريطانيا بدرجة أساس من تمتلكان خيوط اللعبة وتشكلان الكتلة الأهم في جسد القرار الدولي الخاص بمصير الأزمة اليمنية، وهو ما يؤكد يقينا ان تحركات الجوار لاتجري بمعزلا عن إرادة الكبار وقرارهم بهذا الشأن ..

ولكن بماذا يمكن وصف العلاقة بين الموقف الاميركي من الصراع اليمني وتحركات القطبين الخليجيين في الأونة الاخيرة؟

في رأيي، أن الادارة الاميركية خلال الفترة الاخيرة كانت قد اتخذت قرار " الإنتقال من إستراتيجية الإستنزاف إلى إستراتيجية تفكيك الأحلاف " تمهيدا لترجمة رغبتها الخاصة على أرض الواقع بالتزامن من تدشين مسار سياسي جديد لإدارة وحل الصراع باليمن، وإلى ذلك سنجد ان ما يحدث مع الحليفين الخليجيين ليس سوى جزء حيويا من تلك الاستراتيجية، لاسيما وأن واشنطن هي من يرعى حوارات عمان منعطف الصراع الجديد ونقطة الخلاف البارزة بين قطبي التحالف في اليمن.

ولكن دعني أذكرك قبل ذلك بأن أفضل طريقة تمكنت خلالها واشنطن من تطبيق استراتيجية الإستنزاف كانت عبر "سياسة الكيل بمكيالين"، وهنا اسمح لي عزيزي القارئ بأن أعود بك إلى تساؤل العام الماضي كمثال واضح على تلك السياسة ..

" لماذا لاتتحرك الإدارة الأميركية وحلفائها الأوروبيون ضد المشروع الحوثي الذي جعل اليمن بلدا متشظيا ومجزئا؟ في هذا الإتجاه، ألا تستطيع واشنطن وقف المباحثات بالإتفاق النووي الإيراني، وإعادة الدعم اللوجستي للتحالف والحكومة اليمنية، وكذلك وضع الحوثيين على لائحة الإرهاب؟

هل لأن أرباح الإتفاق النووي وفوائد عودة العلاقة مع إيران أهم من وحدة وسلامة الأراضي اليمنية، بعكس الوضع مع أوكرانيا حيث أوقفت واشنطن وحلفائها إتفاقية نورد ستريم وأعلنت عن حزمة عقوبات جديدة على موسكو مع تأكيد دعمها ووقوفها الكامل إلى جانب العاصمة كييف تحت مبرر الحفاظ على سيادة ووحدة أوكرانيا؟ "

محمد الثريا