منوعات

الإثنين - 14 نوفمبر 2022 - الساعة 12:18 ص بتوقيت اليمن ،،،

إرم نيوز


الأكاذيب أثناء العلاج النفسي أمر شائع جداً، لكن ما المعنى الذي تكتسيه هذه الأكاذيب في عمليةٍ للتحسين النفسي؟ إنهم الأشخاص الذين يعانون، والذين يعترفون بالحاجة إلى المساعدة، والذين في النهاية يتخذون خطوة نحو طريق العلاج النفسي، علاوة على ذلك، يرى الكثيرون أن الحصول على خدمات طبيب نفسي محترف يتطلب جهدًا ماليًا وانفعاليًا. لكن بالنظر إلى هذه العملية برمتها، والشجاعة والجهد الذي تتطلبه هذه العملية، لماذا يكذب الكثير من الناس أثناء العلاج؟


وبالتفكير في الأمر مليًا، نكتشف أن الأمر مفارقة، فبمجرد أن تقرر معالجة مشكلتك وعبور جميع جوانب العلاج الجيدة والسيئة، لماذا تخرب هذا العلاج أو تُبطئه وتعيقه بالأكاذيب؟ كل هذا وأنت تعلم أن الطبيب المحترف الذي تستشيره لن يصدر حكمًا عليك.

تشير الدراسات التي أجريت في هذا الصدد وفقًا للتقرير الذي نشره موقع nospensees يوم السبت، إلى أن نسبة حدوث هذا السلوك تتراوح بين 70 و96% حسب البلدان، وأمام هذا الموقف لا بد من أن نأخذ في الاعتبار عنصرًا مهمًا، وهو أن كل شخص مختلف، ومازال العلاج يتعثر في مهده من حيث القبول الاجتماعي، لذلك سنرى المزيد من البيانات حول هذه الظاهرة ونتعمق في تعقيدها.

الكذب في العلاج.. لماذا؟

في النهاية، وللانفتاح على العلاج ووضع جميع المشاكل على أريكة العلاج، فإن من الضروري أن يتواءم التصميم النفسي مع العزيمة الانفعالية، وقد يقنع الشخص نفسه بأن العلاج سيساعده على تحسين قلقه، لكنه يخشى العواقب السلبية عند استكشاف جوانب شخصيته التي يفضلها.

ومع ذلك، وعلى الرغم من أن هذا التنافر عادةً يمثل أحد أكثر الأسباب شيوعًا، إلا أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تساعد في ظهور الأكاذيب في العلاج، دعونا نرى أكثرها شيوعا.

غياب علاقة صحيحة بين الطبيب النفسي والمريض

يجب التذكير بأن المتخصصين في علم النفس هم أيضًا أشخاص عاديون، وبالتالي هم ليسوا مناسبين دائما للجميع، بما في ذلك المرضى، وبصرف النظر عن تنفيذ سيئ للمهنة (والذي يمكن أن يحدث فعلًا)، فمن الممكن ألا تكون طريقة إدارة الجلسات النفسية العلاجية، أو شخصية الطبيب النفسي، مثالية بالنسبة للمريض.

الشعور بالرفض تجاه العلاج

يجب التذكير أيضًا أنه ليس كل الناس يذهبون طواعية إلى المعالج النفسي، الأزواج مع خلافاتهم، والمراهقون، والأطفال الصغار، أمثلة شائعة على الأشخاص الذين يمكن أن يشعروا بالرفض تجاه العلاج، لهذا السبب يعد الكذب طريقة شائعة جدًا لتحدي الأشخاص الذين يجرّونهم إلى العلاج.

دافع الشعور بالعار

على الرغم من أنه من الثابت منذ البداية أن الطبيب النفسي لا يصدر أحكامًا في حق المريض، فإن بعض الناس يكذبون في العلاج لأنهم لا يستطيعون التخلص من الشعور بالعار الذي يشعرون به تجاه أفعالهم أو أفكارهم، قد يكذب الشخص المدمن، على سبيل المثال، بشأن انتكاسه أو حول كمية المواد التي يستهلكها، على الرغم من أن الأخصائي النفسي لا يُظهر علامات أي حُكم أخلاقي في هذا الصدد.

دافع الرغبة الاجتماعية

وفي صلة مع الدافع السابق، نجد الرغبة الاجتماعية، أو بعبارة أخرى حاجة الشخص إلى تكوين صورة إيجابية عن شخصه، ويرتبط هذا أيضًا بمعتقدات المريض الخاصة وكذلك بتلك التي يعزوها إلى المعالج، على سبيل المثال، الشخص الذي يضاجع أشخاصًا مختلفين ولم يراجع قيمه الأخلاقية المتعلقة بالزواج الأحادي، لا شك في أنه يجهل هذه الحقيقة.

هناك نقص في الاستبطان (سبر أغوار النفس)

في النهاية، تضع العملية العلاجية المريض وجهاً لوجه مع مخاوفه وأفكاره المشوهة وديناميكياته غير الصحية. لكل هذا عنصر لاواعٍ يتم التخلص منه كلما تعمق المريض في أفكاره وطرق تصرفه.

وهكذا تظهر الأكاذيب كآليات تلقائية، سواء بسبب الأفكار المحددة مسبقًا، أو بسبب الدفاعات اللاشعورية.. إلخ. المثال الشائع هو تبرير المريض لسلوك متناقض: فما لم يفك هذا الشخص عُقد هذه العملية النفسية، لن يدرك الأسباب الحقيقية لأفعاله.

وفي هذه الحالة تكون الكذبة غير واعية، شيء يخدش ضمير المريض لكنه لا يجرؤ على معالجته إلا عند حضوره إلى الاستشارة النفسية، ولتجنب الكذب في العلاج، من الضروري العمل على خلق بيئة آمنة.

ما العمل في حال كذب شخص أثناء العلاج؟

إذا كنت معالجًا نفسيًا وعلى الجانب الآخر من المكتب، فقد تتساءل عما يمكنك فعله لمنع مرضاك من الكذب. فيما يلي بعض النصائح التي قد تجدها مفيدة في ممارستك المهنية:

الجميع يكذبون: من المحتمل أن تقع خلال العلاج على بضعة أكاذيب، حتى وإن كانت غير ضارة (لقد رأيت الأرقام من قبل). من المهم أن تضع هذا في الاعتبار.

العمل على خلق بيئة آمنة: من الضروري أن يشعر الجميع بحرية عدم إصدار الحكم عليهم والقدرة على أن يكونوا على طبيعتهم في المجال العلاجي.

تحسين مهاراتك الخاصة في الاتصال: في نهاية المطاف تعتمد العلاجات على التبادل اللفظي بين الطرفين، لذلك فهذه هي المهارة الأساسية التي تحتاجها.

على المعالج احترام الذات لدى المريض: في النهاية الأشخاص الذين يكذبون أثناء العلاج بدافع الخوف أو الخجل أو الرغبة الاجتماعية، يملكون شيئا لتحسين تقييمهم الذاتي، وعليه أن يوضح للمريض منذ بداية العلاج أن الأكاذيب ليست بناءة ولا مفيدة.

وكما يمكنك أن تراه، فإن حقيقة ظهور الكذب في العملية العلاجية أمر شائع ويجب ألا يكون مشكلة إذا تم حله في الوقت المناسب. لذلك، إذا كنت في الجانب المهني، فتأكد من خلق بيئة تساعد على انفتاح المريض. وأخيرًا إذا كنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين يكذبون في العلاج، فتذكر أنك هنا أمام المعالج النفسي لتجد السعادة والسلام في حياتك.