أخبار وتقارير

الجمعة - 21 يناير 2022 - الساعة 10:53 م بتوقيت اليمن ،،،

العرب

يواصل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية جهوده للضغط على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، في محاولة لإرغامهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وهذه الجهود أثمرت مكاسب ميدانية سريعة ما دفع الجماعة إلى شن الهجوم على الإمارات وهو ما يزيد الضغط عليها بعد أن تتالت بيانات الإدانة الدولية.

تطورات ميدانية

وفي ظل تسارع وتيرة التطورات الميدانية يتمّ التساؤل عن الإضافة التي يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة إلى التحالف العربي من أجل أن تغير الجماعة سلوكها وتقبل بخيار الجلوس إلى طاولة المفاوضات؟

نجح التحالف العربي مؤخرا في تكثيف ضغوطه الميدانية على الحوثيين، حيث قادت ألوية العمالقة المدعومة من الإمارات هجمات حققت بها مكاسب ميدانية هامة شأنها في ذلك شأن الغارات الجوية التي كان آخرها تلك التي تم شنها أمس الجمعة على الحديدة، وذلك بعد أيام من قصف الميليشيا التي توالي إيران لأبوظبي ما أوقع 3 قتلى.

ويرفض الحوثيون الدعوات الرامية إلى وقف إطلاق النار والانخراط في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة لحل الأزمة المستمرة منذ سنوات، وهو ما دفع التحالف إلى الأخذ بزمام المبادرة والتحرك ضدهم في الأسابيع الأخيرة التي شهدت تطورات ميدانية متسارعة.

وقال تقرير أعده معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن “ضربة إماراتية جاءت رداً على واحدة من أشد الانتكاسات العسكرية للحوثيين في السنوات الثلاث الماضية. فقبل أسبوعين فقط كانت الجماعة في وضعٍ جيد يمكّنها من السيطرة على مركز الطاقة الرئيسي في مأرب، بالإضافةً إلى ممرّ مهم آخر لإنتاج النفط والغاز بين تلك المدينة وخليج عدن، مروراً بمحافظة شبوة. ومع ذلك، وفي وقت قصير، نجحت ضربة مضادة نفذتها التعزيزات المعادية للحوثيين التي أُعيد نشرها في إخراج القوات الأمامية للجماعة من شبوة، وقد تُخفف الضغط عن مأرب قريباً”.

وأضاف التقرير الذي أعده الباحثان أليكس الميدا ومايكل نايتس “تم التحذير في سبتمبر 2019 في أعقاب انهيار كبير في شبوة، من أن التوازن العسكري في اليمن هشّ للغاية ومعرّض لتحوّلات سريعة قائمة بشكلٍ أساسي على السياسة والمعنويات بدلاً من اعتماد تكنولوجيات عسكرية جديدة أو متفوّقة. وكان أساس النصر الأخير قائماً على ترتيب عملي بين السعودية والإمارات اللتين دعمتا في السابق القوات المعادية للحوثيين في شبوة؛ حيث دعمت الرياض حزب ‘الإصلاح’ في حين دعمت أبوظبي الحركات الجنوبية المحلية المعارضة لـ’الإصلاح’. وفي الخامس والعشرين من ديسمبر وافق السعوديون على إقالة محافظ شبوة من حزب ‘الإصلاح’ محمد صالح بن عديو، الذي لم يتمكن من توحيد القوة الدفاعية في المحافظة أو قبول إعادة تسليح الميليشيات المحلية المتحالفة مع الإمارات. وتمّ استبداله بعوض محمد العولقي، وهو أحد أهم زعماء القبائل وكان يقيم في الإمارات خلال معظم السنوات الخمس عشرة الماضية وتربطه بالرياض أيضا علاقات وثيقة”.

وفي أعقاب استبدال المحافظ أُعيد نشر نحو ثمانية ألوية تابعة لـ”قوات العمالقة” والتي يبلغ تعداد كل لواء منها ما بين 1500 و2000 مقاتل، على مسافة تبعد نحو 500 ميل عن ساحل البحر الأحمر.

وبعد وقف تقدّم الحوثيين في شبوة انتقلت هذه القوات إلى الهجوم المضاد، واستعادت مديريات بيحان والنقب وعسيلان الشمالية في المحافظة، لتتقدم بعدها نحو مديرية حريب في محافظة مأرب. وسرعان ما قضت الحملة على جميع المكاسب التي حققها الحوثيون خلال هجومهم على شمال شبوة في النصف الثاني من عام 2021.

موقف واشنطن

رغم النجاحات الميدانية السريعة التي حققها مؤخرا يبقى التحالف العربي بحاجة إلى موقف خارجي قوي يدعم حملته على الحوثيين بما يكثف الضغوط العسكرية عليهم ويجعلهم يجنحون إلى وقف إطلاق النار والانخراط في العملية السياسية.

ودعا المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش خلال اتصال مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ إلى موقف قوي وحازم من قبل المجتمع الدولي تجاه تعنت وتوسع الأعمال الإرهابية للميليشيات الحوثية.

وأضاف قرقاش أن “الإمارات تمتلك الحق القانوني والأخلاقي للدفاع عن أراضيها وسكانها وسيادتها، وستمارس هذا الحق للدفاع عن نفسها ومنع الأعمال الإرهابية التي تنتهجها جماعة الحوثي”.

وتتجه الأنظار إلى واشنطن حيث أعلنت الولايات المتحدة أنها تدرس إمكانية إعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية بعد أن قررت إدارة الرئيس جو بايدن رفعهم من القائمة التي صنفتهم فيها إدارة دونالد ترامب، ما شجع الجماعة الموالية لإيران على تصعيد هجماتها وتحركاتها.

وقال بايدن في معرض جوابه عن سؤال صحافي عما إذا كان يؤيد إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، بعدما تم حذفهم قبل نحو عام من قائمة الإرهابيين، “الإجابة هي أنها قيد الدراسة”.

وقال تقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إنه على الولايات المتحدة أن “تساعد دول التحالف في اليمن على الحفاظ على المكاسب التي حققتها في الآونة الأخيرة من خلال تصنيف حملتها على أنها دفاعية، وردع أي هجمات إضافية للحوثيين في الخارج، والاستفادة من المأزق العسكري المقبل (للحوثيين) لإحياء محادثات السلام”.

وأضاف أنه “من المرجح أن يلتزم الحوثيون بصدق بالمفاوضات في اللحظة التي يفقدون فيها أملهم في قدرتهم على الفوز بالحرب بشكلٍ تام، أو الأفضل من ذلك حالما يدركون أنهم سيعانون بشكل متزايد من العزلة والضعف بفعل العقوبات إذا عارضوا عملية السلام بشكلٍ نشط. ويُعتبر تعزيز مأرب وغيرها من جبهات القتال الرئيسية (الحديدة وتعز والجوف) دفاعياً ضد هجمات الحوثيين الجديدة أضمن وسيلة لتشجيع هذا التغيير في السلوك”.