أخبار وتقارير

الأحد - 01 مايو 2022 - الساعة 12:12 ص بتوقيت اليمن ،،،

د. صالح المسوع


تعد مشكلة المخدرات من اكبر المشكلات التي تعانيها دول العالم وتبذل ما في وسعها للقضاء عليها لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، ولا تعد هذه المشكلة قاصرة على نوع واحد من المخدرات فقد ظهر مؤخرا مخدر الشبو والذي يعد من أكثر انواع المخدرات فتكا.


و مخدر الشبو هو أحد المواد المستخرجة من مادة الأمفيتامينات المنشطة للجهاز العصبي والذي يسبب تأثير إدماني شديد بمجرد تعاطيه.

يقوم الشبو بتدمير خلايا المخ والوظائف الجسدية ويترك آثار نفسية وجسدية خطيرة على المدمن.

يسيطر الشبو ويحكم السيطرة على المتعاطي حتى يصبح في حالة ادمان شديدة تحول دون التوقف عن تعاطيه كما ينتابه نوبات غضب تصل إلى الهيجان وقد تنتهي في معظم الحالات إلى العنف الشديد على من يقف امام المتعاطي او يحاوره, إذ يساهم مخدر الشبو في زيادة السلوك العدواني لدى الشخص ويؤثر على سلوكه النفسي.

وبرغم أن ظهوره في اليمن يعد حديثا ومحدودا إلا انه لابد من إعلام المجتمع بمخاطرهذه الآفة وإحاطة الاهالي بالاعراض التي تبدو على المتعاطي ليتمكنوا من تمييز الشخص المدمن واتخاذ خطوات جادة في علاجه وتتميز الاعراض التي تظهر على المتعاطي بانها سهلة الملاحظة كالفقدان الشديد في الوزن و تآكل الأسنان، وذلك يظهر في جميع الحالات وايضا لهرش الشديد الذي يؤدي لقرح، والقلق الشديد، ومشاكل في النوم، والسلوك العنيف، والهلوسة.

تكمن خطورة مخدر الشبو او ما يسمى يحبيبات الكريستال في انه يُغيّب الوعي ويدفع متعاطية لارتكاب الجرائم, كما انه يدمر الخلايا العصبية للمتعاطي فيتحول خلال اشهر معدودة من شاب في العشرينيات إلى عجوزوما يزيد من خطورته هو سهولة الحصوال عليه, كما انه من أسرع اسرع المواد المخدرة إدمانا حيث يدمن عليه المتعاطي بسرعة فائقة، واذا تعرض شباب المجتمع لذلك سينقلب كل متعاطيه إلى أشخاص عدوانيين حتى على عوائلهم وستكون هناك كوارث لايحمد عقباها, حيث شهدت المجتمعات التي ينتشر فيها الشبو ازدياد في نسبة الجرائم التي يعود السبب فيها الى مخدر الشبو القاتل.

يتم علاج الشبو في مصحات ادمان لاستحالة العلاج المنمزلي نظراً إلى حالة الهياج العصبي الشديدة التي تصيب المتعاطي بسبب الأعراض الانسحابية كما ستغرق العلاج مدة تتراوح ما بين 6 الى 12 شهرا، وتمر ببعض المراحل اولها مرحلة مرحلة سحب السموم من الجسم، والتي يصاحبها أعراض انسحابية حادة متمثلة فى الاكتئاب والهياج العصبي، وزيادة نبضات القلب، وارتعاش الأطراف، وفقدان النطق,

أما المرحلة الثانية فتتمثل في العلاج النفسي والتغيير السلوكي التي تهدف إلى البحث عن الأسباب النفسية التي دفعت المريض إلى الإدمان وعلاجه عبر برامج فردية وجماعية، لإحداث تغيير شامل في السلوكيات العامة, واخيرا تأتي مرحلة التأهيل الاجتماعي وتجنب الانتكاسة التي تهدف إلى عودة المتعافي للحياة الطبيعية من دون انتكاسات.