كتابات وآراء


الجمعة - 27 يناير 2023 - الساعة 02:57 ص

كُتب بواسطة : محمد الثريا - ارشيف الكاتب



قبل عامين وضعت التساؤل هذا :
لاأدري كم من الوقت يحتاج اليمنيون لإدراك حقيقة هذا الأمر؟!!
( ماما أميركا لاترى في الحوثيين جماعة إرهابية، ولايمكن أن ترى ولو بعد قرن) .

اليوم يبدو أننا حقا نستفيق على ما أرادته أميركا منذ البداية، "الحوثيون طرفا شرعي ويتعين على بقية الأطراف التعاطي معه وفق هذا المنطق"؛ منطق الأمريكان .

وفي ظل التفاهمات السعودية الحوثية التي يجري تأطيرها حاليا، أتسأل :
ما مصير قرار الجامعة العربية ومجلس القيادة اليمني بشأن إعتبار الحوثيين جماعة إرهابية؟

ماذا تبقى من وصف إعلام الجار للحوثيين بالمليشيا الإنقلابية بعد أن أصبح الأشقاء على أعتاب توقيع إتفاق أمني يفضي في نهايته الى حقيقة الاعتراف بالحوثي كسلطة أمر واقع وشريك محتمل في الحكم؟

بشيء من المنطق، لايمكن إبتلاع فكرة أن تتمكن عربة حصان أعرج من جر قطار بخاري تزن محركاته لوحدها أكثر من 60 طنا متريا ويتحرك بقوة ألفي حصان، هذا دون حساب وزن المؤن المتوزعة على عرباته، كما أن القدرة المطلوبة لذلك أكبر بكثير مع القطارات الحديثة .

كذلك يرفض المنطق قبول فكرة أن تتمكن جماعة الحوثي ذات الايدولوجيا الضيقة من حكم بلد واسع على إمتداد 22 محافظة متنوعة فضلا عن تناقض المشاريع التي تتقاسم خارطته الجيوسياسية، هذا دونما حساب تأثير صراع المصالح الخارجية على الداخل وكلفة التكيف معه .

قد ينطق واقع اليوم بإمكانية مثول عربة الحوثيين في مقدمة القطار، لكن هذا لايعني مطلقا بأنهم مؤهلون لجر القطار أو حتى قادرون على تحريكه مترا واحدا بمفردهم وبغير مساعدة محركات المتحكم الخارجي بالقرار .

في النهاية سيعود منطق العقل ليتجاوز سخرية الواقع مؤكدا أن ما حدث مع اليمن والحوثيين ليس أكثر من مأساة واقع طارئ على غفلة من زمن المنطق الثابت ومآثر التاريخ المدون .

محمد الثريا