كتابات وآراء


الإثنين - 01 أبريل 2024 - الساعة 02:34 ص

كُتب بواسطة : د. طه حسين الروحاني - ارشيف الكاتب



شاهدنا التلفزيون ابيض واسود وبالالوان، وعاصرنا نظام البال والسيكام والمتعدد، عشنا مع البث الارضي المحصور بقناة وقناتين وحضرنا الفضائي المفتوح وشهدنا المباشر بالالياف والاسكايب وعبر الاقمار،

غيرنا التلفزيون العادي ابو دقل وابو "وشة" وابو "خبطة" بالملون ناشيونال وسانيو وجولد ستار وابو صندوق والمسطح وعالي الدقة، ضبطنا الاريال واضفنا المقوي وادخلنا الرسيفر بعد "مراشاة" للآباء وركبنا الدش واستغنينا عن السارق، شغلنا التلفزيون يدوي وبالريموت ورتبنا القنوات وخزنا ما نشتي على فلاشات وتذكرنا رحلتنا مع التلفزيون الارضي،

اشترينا الفيديو كبير وصغير سوني وتوشيبا وجي في سي واستعرنا الافلام العربي والهندي وبروسلي وجاكيشان وفندام وعقلة الاصبع وتوم وجيري للاطفال، عملنا اشتراكات مع تهاني وابتسام فيديو والاطلال ودفعنا عقوبات التأخير، وانتهت رحلتنا مع الفيديو سريعا وضاعت علينا كل توثيق وتصوير الاعراس،

اقتنينا "الروادي" اشكال وانواع والمسجلات من كل الماركات وقلبنا الموجات على مونتي كارلو وصوت العرب وهنا الكويت وصنعاء ودقات بيج بن، وغنينا بالكاسيت الاصلي والتقليد وتابعنا البومات الفنانين واصدارات المطري والكوماني وسجلنا على الشريط الثاني وسمعنا بالاستريو والعادي،

اتصلنا بتلفون ابو قرص بخمسة وستة ارقام وقفلناه لتخفيف الاستهلاك وتعرفنا على نغمة مشغول ومفصول ويرن وما بيرد، وهنجمنا بابو ازرار والكاشف والرد الآلي واللاسلكي من غرفة الى غرفة وللمطبخ، وبالبيجر ومقولة من بيجر لي والنقال، وافتتحنا مرحلة جديدة من القاتل ونوكيا وايفونات اللمس والنوت وجالكسي،

كنسنا بسعف النخل وابو ملف وعصا وابو برميل هيتاشي، وغسلنا ملابسنا في الغيل وتحت البمبة ومن الخزان والمشروع وباللجن والسطل وغسالة شارب وال جي حوض وحوضين واوتوماتيك، وكوينا الملابس بالمسح وتحت الفرش وبالكاوية والبخار وبالناشف، وبردنا الماء بالشوالة والجرة وبثلاجات جنرال وناشيونال وسامسونج،

طبخنا بالموقد والدافور والابرة والقاز والبرموص والفرن الكهربائي والبوتجاز ابو فرن والعادي، وخبزنا بالتنور والطبون وتنور الغاز الحديث والعودي، اكلنا بالمقلى الحرض والحجر واستخدمنا الطاسة والصحن المعدن والضغاطة والصاج والبرمة والدبسي وجربنا الاستيل والسيب والتيفال، وحتى دفينا الاكل بالمايكرويف، وسحقنا بالحجر وابو يد ومولينكس،

تراسلنا بالنابي وبالورقة والقلم وبالشريط المسجل والصورة الفوتو والكرت العادي والسياحي وابو وردة وابو قلب، صمغنا الظرف وكتبنا رقم الصندوق ولصقنا الطابع ورسلناه بريد عادي ومسجل ومستعجل والممتاز، ومازلنا الجيل الذي افتتح عصر الفاكس والايميل ودردش في غرف الشات واستخدم الياهو والواتس والايمو والفيس والماسنجر،

اتصورنا ابيض واسود وملون واستخدمنا الفوري والتحميض واشترينا الكاميرات من كونيكا والافلام من كوداك، حرقنا الافلام بالضوء ونسينا الفلاش مفتوح في الشمس، جمعنا صور العمر ورتبناها في البومات التحرير والمدرسة والاعراس وايلول وتشرين ومعامل زبارة للتحميض، دارت بنا الايام وعدنا نقلبها وننشر منها تلك الذكريات،

د. طه حسين الروحاني