كتابات وآراء


السبت - 03 يونيو 2023 - الساعة 01:28 ص

كُتب بواسطة : د. عارف محمد الحسني - ارشيف الكاتب



لن يزيدوا الجرح إلا ملحاً عند وقوفهم في الجهة المُعاكِسة لسيرنا ؛ فهذا سبيل لن يُهيأ لعودة وطن ، بل شيوعه على ذِئاب المرحلة الظاهرة منها والمخفية ، هذه تخوفاتنا نضعها بين أيديكم بنية حسنة ، ونتابع ردودها لندشن بها مرحلة جديدة تُبدد مخاوفنا ؛ نحن بحاجة ماسة لإجاباتهم لتضمينها كعناصر قوة جديدة فعالة في معركة استعادة وطننا الجنوبي لا تختلف عن حلقات سلسلتنا الطويلة تحافظ على ترابطها لتضع حداً لاختلافاتنا ؛ فنحن جميعاً زائلون فلا يركنوا إلى دار الغرور ولا نجعل من تجارب ماضينا مطمع يجرنا إلى هاوية سحيقة نورثه للجيل الجديد كمنجزات تكميلية لعبثية وطن صنعناه معاً .

فهذه أمنيتهم لمصادرة أحلامنا لا ينقطعون عن تأجيجها بأدوات مختلفة تحت ذريعة اختلاف الرؤى للجنوبيين ، لأنها السبيل الرئيس للوصول بنا إلى حافة الهاوية تحت نشوة الانتقام ، يستخدموها كسلع تنافسية قديمة هاربة من تاريخ قديم ، وتم محاكمتها بالتصالح والتسامح ؛ فاندحرت دعواهم إلى هاوية الجبل ، فغادرت الطرح من واقعنا كسبب لفرقتنا كإحدى أدواتها القوية آنذاك ، فأصبحت موضعها على يسار منازل الأعداد بلا قيمة عند إعادة استخدامها من قبل نخبهم الكثيرة عند إطلالاتهم العديدة القريبة عبر شاشاتهم وتردداتها الجديدة .

نقاط نصرنا هو هزيمتهم في هذه المرحلة الحاسمة بعدم الاستجابة لهم بدفعنا لإظهار منافسات البطولة حتى بدوري طويل المدة ، هم لا يرجون الفوز لأحد فيه ، وإنما المنافسة فقط ، ليحكوا أنظروا إلى الجنوبيين أنهم يتصارعون مرة أخرى على الفوز ، فلم يتعظوا من تاريخ دموي طويل عاش معهم عند إدارة دولتهم الجنوب ، وسيتباكون بدموع التماسيح على شعب الجنوب ما ذنب هذا الشعب المغلوب على نفسه ، فالوحدة هي العلاج الأنجع لحل مشاكلهم الكثير ، وسيكونون أول المطالبين بتسريح حلولكهم بعد أن تم رفد أحلامهم بأمانيهم الشرهة لاستعبادنا ؛ سيصبحون في نظرهم قابيل العصر الحديث بمستوى عالي من الذنب عبر أقلامهم وتغريداتهم ، ولا تصلحوا لإدارة شعب الجنوب ؛ فيُجدد خطابهم بأداء سياسي شبيه بسلفهم .

فالأصلح هو حشد الطاقات ، لذا يجب أن يكون في خط مسار الطريق وليس مضاد له لا في الاتجاه ولا في القوة ، لِنُعاكس به نظرية نيوتن بعد أن أدمنا حفظِها وأصبحت كلماتها هي مُنظِمة لِمسار خط سيرنا منذ عقود تملكنا بها البؤس فاحتلت كل مفاصل حياتنا دون إظهار مؤشر لمغادرة هذا التعريف لنظرية نيوتن ؛ فأثر بشكل سلبي على تفكيرنا فتسببت في عجزنا بخطوات أدت بنا إلى الدخول في غرف مشرحة الواقع السياسي الذي نعيشه لا تواصل بيننا كأننا أطفال حارة لم تنضج عقولنا بعد كل هذه السنين بل ننمي اختلافاتنا بالسماح لِآذاننا أن تسرح بسماعِ الجديد ، لِتُكوُن جدار الصد نعيد بناءه من جديد .

لماذا لا ندرب ونؤهل ألسِنتنا بإعادة هيكلتها بحروف جديدة من لغتنا العربية المجيدة ، وتنمية قدراتها على نطق كلمات السلام والمحبة حتى نُفقِد الخصم الاستثمار في تفرقنا كما يئس الشيطان أن يعبد في جزيرة العرب ؛ لا حياة لهم بيننا بعد توحدنا ، لذا يجب مقاطعة ملعبهم حتى نجد أسباب الراحة التي افتقدناها خلال عقود من الزمن زاحمت أحلامنا ، ومنا كان السامعون لها .

إذاً لا أجد مُبرِراً واحد بأن نأخذ مسلكنا السابق في إدارة اختلافاتنا بإعلاء فواحش بعضنا ، حتى يُبرر كل طرف ساحته من أرث قديم تملكه بقصد أو بدون قصد ، وما أسفرت عنه من نتائج نعاني منها إلى اليوم بأدوار إقصائية ، ونحاول مرة أخرى في حاضرنا توسيع وتعميق رقعة مزاولتها بعد أن وصلنا من رجاحة العقل التي تؤهلنا ممارسة أدوار الحكماء للجنوب كداعم أساسي لتطوير بدايات تحظى بشغف الجميع .

استحضار خلافاتنا القديمة إلى حاضرنا لن نستطيع تسديد قيمة فواتيرها كما يظن البعض منا ، بل تزيد من تراكم الديون على شعبكم الجنوبي وأجياله القادمة حاضراً ومستقبلاً ؛ لذا يجب أن نتجاوز ديوننا عند الغير ونصفرها ، ونجعلها صدقة لوجهٍ كريم ، نهدف منها إيقاف أية سلوك مزعزع لوحدة الصف الجنوبي ، وتطلعات بإعادة دولتهم المسلوبة .

تعقيد الأمور تأييداً بمطالب معاكسة يمثل تحدياً لخيار الجنوبيين ، ومعاداة لحقيقة الواقع المتهم بمصادرة آمال أمه ، بعد تجفيف أحلامها بمبررات عودة الفرع إلى الأصل ، وحقيقة وحدة الضم والإلحاق ؛ بعد أن تعرضنا لحملة تحريض من نخبهم السياسية ومثقفيهم ، وكتبة مقالاتهم بنزع السلام من بين أفراد المجتمع الجنوبي ونخبهم السياسية مستخدمين ارثنا السياسي القديم عند إدارة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كأساس يحمل قناعة الوسواس الخناس في نفوس الجمع القليل منا .

فأصبح تاريخنا ركيزة أساسية لتدمير أواصر القربى بيننا بخطط إستراتيجية متصلة بنظام دولة الوحدة ، وأضافوا الشارد منا إليهم بعد إعادة تأهيله ضمن مدارس الوحدة المختلفة حتى يشكلوه كمصدر خطر على مجتمعهِ الجنوبي ، ومذياع أو قلم ليكون جدار الصد الأول لمن ينتصب مدافعاً على إعادة وطن مقابل إطعامه كحيوان مزرعة بعد جهد بذله في أرض سيده ليثبت له غرسات البقاء ؛ ففُني مالك الأرض واستباحة مزرعته ، فأمتلكها سيد جديد ؛ فهل نعي لما نقول ؟ .

لا يزال تفرقنا يمثل تحدياً أمام النداءات المتكررة المطالبة بوحدة خطابنا ، وهي المسؤولية الوطنية التي يجب أن نمتلكها كروح فدائية الثائر ، حتى لا يصبح تفرقنا كحادث سير معطل لمسير الطريق فنتزاحم على جانبيه باتجاهات معاكسة لا تمثل إستراتيجية لمواجهة جرائم الاحتلال بل فتح أبواب الجحيم على تطلعاتنا ، وتعزز لتاريخ قديم استدرجنا به إلى واقعنا المعاش عند اختلاف رؤانا للحلول ؛ إذن من الدواعي الإنسانية والنفسية أن لا نقف في وسط الطريق بعد أن تحررنا من سجان بغيظ أراد أن يُهْلِكنا بذنوبنا القديمة لو لا أن أذن الله بمطرٍ غزير ألبسنا ثياب طاهرة من أدران ماضينا فلا نصبح عصاه من جديد .

التفرد بحملات التحريض على توجهنا يجب أن يكون منهم لا من القليل منا حتى لا تظِل سهامنا ، ونوجهها لبعضنا ، وهذا مرادهم حتى يدينوا بأشد العبارات صراع الأخوة بعد سماع تراشقنا في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بقولهم الله المستعان يا جنوبيين ، ولا اهتديتم .

د. عارف محمد احمد علي